مقتطفات من وصف شيخ الاسلام للرافضة3

سلسلة كتيبات الشيعة3

مقتطفات

من

وصف شيخ الإسلام للرّافضة

جمع وإعداد

الدكتور/ عمر محمد لبطو

مـقـدمـة

بسم الله الرحمن الرحيم. إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

أما بعد، فإنه لما رأيت بدعة الرافضة قد أطلت برأسها الكريه وكشرت عن أنيابها كالغول المخيف عمدت إلى كتاب منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية وعندي منه مختصران: قديم وحديث. أما القديم فالمنتقى من منهاج الإعتدال للإمام الذهبي وأما الحديث فمختصر المنهاج للشيخ عبد الله الغنيمان. فقلت: الحمد لله؛ هذا الداء وهنا الدواء. ولكن بقيت مشكلة وهي قصور همم كثير من إخواني الطلبة حتى لم يعد أحدهم يقرأ الكتاب إذا جاوزت صفحاته الخمسين، وكلا النسختين اللتان عندي تعدّ صفحاته بالمئين. فما الحيلة؟ إذا لا بدّ من اختصار المختصرات والإقتطاف من المنتقات!

وقد كنت أنتقد المنتقات والمختصرات فإذا أنا مضطر إلى إحداث بدعة المقتطفات، ولكني سرعان ما التمست المعاذير – وما أسرع ما يلتمس الإنسان المعاذير إذا وقع في المحاظير – فقلت في نفسي: لئن جعلتهم يقرءون فنعمت البدعة هذه

وبقيت مشكلة أخرى وهي: ما ذا أقتطف للإخوة والثمار كلها يانعة والأزهار بارقة! وأخيرا رأيت أن أجني لهم الأوصاف التي وصف بها شيخ الإسلام الرافضة وهي حصيلة معرفته الواسعة لهذه الفرقة الضالة المضلة التي جمعت الشر كله وخلت من الخير كله! وسبحان خالق الخير والشر، الحكيم الذي يضع الشيء في موضعه اللائق به

هذا، وجردت الكتاب عن الإحالة وهو ذنب إن لم يسامحني فيه العلماء – وما للعلماء ولهذه المقتطفات – فإني على يقين أن الإخوة الطلبة – وهم من أكتب لهم – سوف يسامحون ويتفاهمون؛ فما أكثر ما ينزعجون بالإحالات وهم من يقرءون للإختبارات والإمتحانات، ولا يبالون بالتحقيقات والتدقيقات

وأشهدكم، إخواني، أنّي لم أزد في هذه المقتطفات إلا العناوين، وإلا بعض تعليقات يسيرة مصدّرة بقولي “قلت”. وليس لي فيها إلا بقدر ما يحصل عليه من الدرجة تلميذ تلقى دروس الخط أو دوّن موضوع الإنشاء. فكل عملي فيها جمع وترتيب وتبويب. فإن سلّمني الله فلم يكن لي ولا عليّ فهذا غاية المأمول

وبعد، يا إخواني الطلبة، لئن قسوت عليكم في هذه المقدمة فانظروا إليها نظرتكم إلى دعابة الجد لأحفاده، وإن أكن لم أبلغ من الكبر عتيا، فإني – والله – ما أردت بذلك إلا إثارة إهتمامكم وإيقاظ هممكم. فاقبلوها مني هدية واعتبروها تحديّا. فإلى القراءة أيها الإخوة، القراءةَ القراءةَ يا شباب! فإنه أول أمرٍ أمَر به ربكم، وأول شأنٍ إعتنى به في العهد المدني نبيكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مدينة كانو المحروسة

ينـاير، ٢٠١4

وكتب

أبو الرجال الصغار (أحمد وزيد وعبد الرحمن وعباس وحمزة)

والبنت الصغيرة الجميلة

(زبيـــدة)

عمـــــر بن محمد لبطو بن أبي بكـــر، عفى الله تعالى عنه

 

ترجمة شيخ الإسلام إبن تيمية

نسبه وولادته

هو الشيخ الإمام الربّانى، إمام الأئمة ومفتى الأمة، وقريع الدهر، شيخ الإسلام، وبحر العلوم سيد الحفاظ، وفارس المعانى والألفاظ، فريد العصر، وبركة الأنام، وعلامة الزمان، وترجمان القرآن، علَم الزهَّاد وأوحد العبّاد، قامع المبتدعين وآخر المجتهدين تقى الدين أبو العباس أحمد بن شيخ الإمام العلامة شهاب الدين، أبى المحاسن عبد الحليم، بن الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام مجد الدين أبى البركات عبد السلام بن أبى محمد عبد الله بن أبى القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن على بن عبد الله بن تيمية الحرّانى نزيل دمشقق، وصاحب التصانيف التى لم يسبق إلى مثلها. (إقتباس من العقود الدريَّة فى مناقب إبن تيمية لمحمد بن أحمد بن عبد الهادى الحنبلى)

ولد شيخ الإسلام أحمد بن تيمية بحـرَّان يوم الإثنين عاشر – وقيل ثانى عشر – من شهر ربيع الأول سنة 661 من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسافر والده بالأسرة إلى الشام وقدمت الأسرة على دمشق فى عام سبع وستين وستمائة

طلبه للعلم

نشأ ابن تيمية فى حجور العلماء راشفا كؤوس الفهم راتعا فى رياض التفقة ودوحات الكتب الجامعة لكل فن من الفنون، خصوصًا علم الكتاب العزيز والسنة النبوية ولوازمها. ونشأ نشأة دينية وتربّى تربية إسلامية عريقة، فكان برًّا بأمه ورعا عفيفا، زاهدا تقيا، عابدا ناسكا، صوَّاما قوَّاما، ذاكرا الله تعالى على كل أحواله، وكان ذكيا قوى الذاكرة واسع الحفظ سريع الفهم دقيق النظر قوى الحجة

وسمع شيخ الإسلام من مشاهير علماء زمانه مثل الشيخ زين الدين أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسى، وابن أبى اليسر، والكمال بن عبد، والمجد بن عساكر، والجمال يحيى بن الصيرفى، وأحمد بن أبى الخير، والقاسم الأربلى، والشيخ فخر الدين بن البخارى، والكمال عبد الرحيم وأبى القاسم بن عيلان، وأحمد بن شيبان وغيرهم كثير

وعنى منذ نعومه أظفاره بالحديث، وقرأ ونسخ وتعلم الخط والحساب فى المكتب، وحفظ القرآن وأقبل على الفقه وقرأ العربية، وأقبل على التفسير إقبالاً كليا حتى حاز فيه قصب السبق، وأحكم أصول الفقه وتفنن فى كل العلوم الموجودة فى عصره حتى صار إمامًا ومرجعا للمسلمين

تلاميذه ومؤلفاته

كان رحمه الله قوى الشخصية مخلصا لدينه وأمته ملازما للخشية والمراقبة فوهبه الله المهابة والمودة، فكان لكلامه صولة على القلوب وتأثيرًا فى النفوس، وهيبة مقبولة، ونفعا يظهر أثره وتنفعل له النفوس وتركن إليه. وبهذه المواهب وغيرها إستطاع أن يربى جيلا بأكمله على الجهاد والتضحية وقول الحق والعمل للإصلاح

تخرّج على يد شيخ الإسلام خلق كثير ممن أخذ منه ولازمه وشاركه بعض محنه. وظهر أثره فى سيرة تلاميذه وجهادهم وآثارهم العلمية. ومن أشهر تلاميذه أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبى بكر المعروف بإبن قيم الجوزية، ومحمد بن أحمد بن عبد الهادى الحنبلى، وعماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير ومحمد بن عثمان الذهبى

جهاده ومحنه

كان شيخ الإسلام رحمه الله تعالى أمة فى رجل وكان آية فى عطائه وجهاده. عاش فى زمن الإضطراب والفتن وظهور البدع وضعف السنة فوقف نفسه لنصرة الحق ومقارعة الباطل، واستعمل قلمه وسيفه ولسانه. فتكالب عليه الأعداء من كل صوب وكثر حساده ومنافسوه، وسعوا به إلى الحكام فلقى بسبب ذلك من المحن ما يطول وصفه. وحبس مرات عديدة وطورد من أرض إلى أرض كل ذلك وهو ثابت صابر محتسب لا يخاف فى الله لومة لائم ولا يبالى بما يلاقى من الشدائد والمحن. ولم يزل كذلك حتى وافته منيتة

وفاته وجنازته

توفى رحمه الله محبوسا بقلعة دمشق وكانت وفاته ليلة الإثنين العشرين من ذى القعدة سنة ثمان وإثنين وسبعمائة. وحضر جنازته خلق كثير فكان يومًا مشهودا لم ير الناس جنازة مثلها. رحمه الله تعالى رحمة واسعة

تعريف بالكتاب وموضوعه

إن منهاج السنة النبويّة فى نقض دعاوى الرافضة والقدرية من أعظم كتب الإمام المجاهد الصابر المصابر شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية، قد ناضل فيه عن الحق وأهله، ودحض الباطل وفضحة

وشباب الإسلام اليوم بأمس الحاجة إلى قراءة هذا الكتاب، ومعرفة محتواه؛ حيث أطل الرفض على كل بلدٍ من بلاد الإسلام وغيرها بوجهه الكريه، وكشر عن أنيابه الكالحة، وألقى حبائله أمام من لا يعرف حقيقته، مظهرًا غير مبطن ديدن كل منافق مفسد ختال، فاغنز به من يجهل حقيقته، ومن لم يقرأ مثل هذا الكتاب

والغالب على مذاهب أهل البدع والأهواء، أنها تتراجع عن الشطح وعظيم الضلال، ما عدا مذهب الرفض فإنه يزداد بمرور الأيام تطرفًا وانحدارًا، وتماديًا فى محاربة أولياء الله وأنصار دينه، وقد ملئت كتب الرافضة بالسباب والشتائم واللعنات لخير خلق الله بعد الأنبياء – أعنى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضى الله عنهم – وهم لا يتورعون عن تكفير الصحابة، ولا سيما كبارهم وسادتهم، مثل أبى بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين، وإخوانهم – رضوان الله عليهم – الذين أطفئوا نار المجوس، وحطموا معبوداتهم

وإكفار الصحابة ومن يتولاهم فى كتبهم المعتمدة عندهم لا يحصره نقل، فهم يتعبدون بلعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعتقدون أن الشيعة بأئمتهم هم الناس، وما عداهم همج للنار وإلى النار، والله لا يقبل من مسلم حسنة مهما بالغ فى الإحسان ما لم يكن شيعيًا كما فى كتابهم (الوافى، الباب السابع والثامن بعد المائة). وفى (الكافى) أحد الكتب الموثوق بها –عندهم- ما يبين عن حقدهم الدفين على الإسلام ومن جاء به، ومن حمله واعتنقه، وهم يرون أن القرآن نزل لشيئين

أحدهما: الثناء على علي بن أبى طالب رضى الله عنه ومدحه وإعلاء شأنه وذريته

والثانى: ثلب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر معايبهم، ولهذا قالوا: إنه ضاع من القرآن ثلثاه أو ثلاثة أرباعه

وهم يعتمدون فى دينهم على الكذب الذى يلصقونه بأئمتهم، والأدعاءات الكاذبة، فصاروا من أكذب الناس، وأكثرهم تكذيبا للحق وتصديقًا بالباطل، ومع ذلك يرمون الصحابة بالنفاق، فنبتهل إلى الله تعالى أن يزيدهم غيظًا وأن يكبتهم بكمدهم وكل من غاظه الإسلام


جهل الرافضة

الرافضة أجهل الناس وأكذبهم

قال شيخ الإسلام رحمه الله: وهم من أكذب الناس فى النقليَّات ومن أجهل الناس فى العقليات، يصدقون من المنقول بما يعلم العلماء بالإضطرار أنه من الأباطيل، ويكذبون بالمعلوم من الإضطرار المتواتر أعظم تواتر فى الأمة جيلا بعد جيل ولا يميزون فى نقلة العلم ورواة الأحاديث والأخبار بين المعروف بالكذب أو الغلط أو الجهل بما ينقل، وبين العدل الحافظ الضابط المعروف بالعلم والآثار، وعمدتهم فى نفس الأمر على التقليد وإن ظنوا إقامته بالبرهانيات، فتارة يتبعون المعتزلة والقدرية، وتارة يتبعون المجسمة والجبرية

وهم من أجهل هذه الطوائف بالنظريات ولهذا كانوا عند عامة أهل العلم والدين من أجهل الطوائف الداخلين فى المسلمين، ومنهم من أدخل على الدين من الفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد

الرافضة أعظم طوائف القبلة جهلا

وفى معرض الرد على الرافضة الذين اتهموا الصحابة الذين بايعوا أبا بكر بأنهم طلاب الدنيا، قال

فكيف يقال مع هذا أن الذين بايعوه كانوا طلاب الدنيا أو جهالاً، ولكن هذا وصف الطاعن فيهم، فإنك لا تجد فى طوائف القبلة أعظم جهلا من الرافضة ولا أكثر حرصاً على الدنيا، وقد تدبَّرتهم فوجدتهم لا يضيفون إلى الصحابة عيبا إلا وهم أعظم الناس إتصافا به، والصحابة أبعد منه، فهم أكذب الناس بلا ريب، كمسيلمة الكذّاب إذ قال: أنا نبى صادق، ولهذا يصفون أنفسهم بالإيمان ويصفون الصحابة بالنفاق. وهم أعظم الطوائف نفاقا والصحابة أعظم الخلق إيمانا

ثم قال

ثم من المعلوم لكل عاقل أنه ليس فى علماء المسلمين المشهورين أحد رافضى، بل كلهم متفقون على تجهيل الرافضة وتضليلهم، وكتبهم كلها شاهدة بذلك، وهذه كتب الطوائف كلها تنطق بذلك. وهم دائما يذكرون من جهل الرافضة وضلالهم ما يعلم معه بالإضطرار أنهم يعتقدون أن الرافضة من أجهل الناس وأضلهم، وأبعد طوائف الأمة عن الهدى، كيف ومذهب هؤلاء الإمامية قد جمع عظائم البدع المنكرة، فإنهم جهمية قدرية رافضة، وكلام السلف والعلماء فى ذم كل صنف من هذه الأصناف لا يحصيه إلا الله، والكتب مشحونة بذلك، ككتب الحديث والآثار والفقه والتفسير والأصول والفروع وغير ذلك. وهؤلاء الثلاثة شرُّ من غيرهم من أهل البدع كالمرجئة والحرورية

جهلهم وظلمهم أعظم من أن يوصف

قال: وهؤلاء القوم مع أهل السنة بمنزلة النصارى مع المسلمين، فالنصارى يجعلون المسيح إلها ويجعلون إبراهيم وموسى ومحمدًا أقل من الحواريين الذين كانوا مع عيسى، وهؤلاء يجعلون عليا هو الإمام المعصوم، أو هو النبى أو إله، والخلفاء الأربعة أقل من مثل الأشتر النخعى وأمثاله الذين قاتلوا معه، ولذا كان جهلهم وظلمهم أعظم من أن يوصف، ويتمسكون بالمنقولات المكذوبة، والألفاظ المتشابهة، والأقيسة الفاسدة، ويدعون المنقولات الصادقة بل المتواترة، والنصوص البينة، والمعقولات الصريحة


كذب الرافضة

اتفاق أهل العلم على كذبهم

       قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون إمتيازهم بكثرة الكذب

ثم ذكر بعض النقول عن علماء السلف، فقال

قال أبو حاتم الرازى: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: قال أشهب بن عبد العزيز: سئل مالك عن الرافضة فقال: لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون

وقال أبو حاتم حدثنا حرملة قال: سمعت الشافعى يقول: لم أر أحدا أشهد بالزور من الرافضة

وقال مؤمل بن إهاب: سمعت يزيد بن هارون يقول: يكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلا الرافضة، فإنهم يكذبون

وقال محمد بن سعيد الأصبحانى: سمعت شريكًا يقول: أحمل العلم عن كل من لقيت إلا الرافضة؛ فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه دينا

وقال أبو معاوية: سمعت الأعمش يقول: أدركت الناس وما يسمونهم إلا الكذَّابين

ثم قال شيخ الإسلام

والمقصود هنا أن العلماء كلهم متفقون على أن الكذب فى الرافضة أظهر منه في سائر طوائف أهل القبلة

وقال أيضا

ومنهم من إدعى إلهية البشر، وادعى النبوة فى غير النبى صلى الله عليه وسلم؛ وادعى العصمة فى الأئمة، ونحو ذلك مما هو أعظم مما يوجد فى سائر الطوائف. واتفق أهل العلم على أنَّ الكذب ليس فى طائفة من المنتسبين إلى القبلة أكثر منه فيهم

كذبهم على الله

وقال فى بيان معنى قول الله تعالى: “والذى جاء بالصدق وصدَّق به أولئك هم المتقون” قال

والصحابة الذين كانوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن القرآن حق، هم أفضل من جاء بالصدق وصدَّق به بعد الأنبياء، وليس فى الطوائف المنتسبة إلى القبلة أعظم إفتراء للكذب على الله وتكذيبهم بالحق من المنتسبين إلى التشيع، ولهذا لا يوجد الغلو فى طائفة أكثر مما يوجد فيهم

تكذيبهم للحق وتصديقهم للباطل

قال فى معرض الردّ عليهم فى دفاعهم عن أصحاب الردّة وإنكارهم أمر مسيلمة الكذاب

وفى الجملة فأمر مسيلمة الكذاب وادعاؤه النبوة، واتباع بنى حنيفة له باليمامة، وقتال الصدِّيق لهم على ذلك، أمر متواتر مشهور، قد علمه الخاص والعام، كتواتر أمثاله، وليس هذا من العلم الذى تفرد به الخاصة، بل علم الناس بذلك أظهر من علمهم بقتال الجمل وصفين، فقد ذكر عن بعض أهل الكلام أنه أنكر الجمل وهذا الانكار- وان كان باطلا – فلم نعلم أحدا أنكر قتال أهل اليمامة، وأن مسيلمة الكذاب إدعى النبوة، وأنهم قاتلوه على ذلك

لكن هؤلاء الرافضة من جحدهم لهذا وجهلهم به بمنزلة إنكارهم لكون أبى بكر وعمر دفنا عند النبى صلى الله عليه وسلم، وإنكارهم لموالاة أبى بكر وعمر للنبى صلى الله عليه وسلم، ودعواهم أنه نصَّ على علي بالخلافة. بل منهم من ينكر أن تكون زينب ورقية وأم كلثوم من بنات النبى صلى الله عليه وسلم، ويقولون إنهن لخديجة من زوجها الذى كان كافرَا قبل النبى صلى الله عليه وسلم

ومنهم من يقول إن عمر غصب بنت علىٍّ حتى زوجه بها، وأنه تزوج غصبا فى الإسلام، ومنهم من يقول إنهم بعجوا بطن فاطمة حتى أسقطت، وهدموا سقف بيتها على من فيه، وأمثال هذه الأكاذيب التى يعلم من له أدنى علم ومعرفة أنها كذب. فهم دائما يعمدون إلى الأمور المعلومة المتواترة ينكرونها وإلى الأمور المعدومة التى لا حقيقة لها يثبتونها، فلهم أوفر نصيب من قوله تعالى: “ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو كذَّب بالحق”، فهم يفترون الكذب ويكذِّبون بالحق، وهذا حال المرتدين

وهم يدعون أن أبا بكر وعمر ومن اتبعهما إرتدوا عن الإسلام وقد علم الخاص والعام أن أبا بكر هو الذى قاتل المرتدين، فإن كانوا يدعون أن أهل اليمامة مظلومون قتلوا بغير حق، وكانوا منكرين لقتال أولئك متأوِّلين لهم، كان هذا مما يحقق أن هؤلاء الخلف تبع لأولئك السلف، وأن الصدِّيق وأتباعه يقاتلون المرتدين فى كل زمان

تعصبهم فى الباطل

قال شيخ الإسلام رحمه الله فى بيان تعصبهم وتجاوزهم الحدَّ فى الباطل

لا نعلم طائفة أعظم تعصبا فى الباطل من الرافضة. حتى إنهم دون سائر الطوائف عُرف منهم شهادة الزور لموافقهم على مخالفهم، وليس فى التعصب أعظم من الكذب. وحتى إنهم فى التعصب جعلوا للبنت جميع الميراث ليقولوا إن فاطمة رضى الله عنها ورثت رسول الله صلى الله عليه وسلم دون عمه العباس رضى الله عنه. وحتى أن فيهم من حرَّم لحم الجمل لأن عائشة قاتلت على جمل، فخالفوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الصحابة والقرابة لأمر لا يناسب ذلك. فإن ذلك الجمل الذى ركبته عائشة رضى الله عنها مات، ولو فرض أنه حى فركوب الكفار على الجمال لا يوجب تحريمها، وما زال الكفار يركبون جمالاً ويغنمها المسلمون منهم، ولحمها حلال لهم، فأى شىء فى ركوب عائشة للجمل مما يوجب تحريم لحمه؟ وغاية ما يفرضون أن بعض من يجعلونه كافرًا ركب جملاً، مع أنهم كاذبون مفترون فيما يرمون به أم المؤمنين رضى الله عنها

ومن تعصبهم أنهم لا يذكرون اسم “العشرة” [لكراهتهم للعشرة المبشرين بالجنة] بل يقولون: تسعة وواحد، وإذا بنوا أعمدة أو غيرها لا يجعلونها عشرة، وهم يتحرون ذلك في كثير من الأمور

ومن تعصبهم أنهم إذا وجدوا مسمّى بعلىّ أو جعفر أو الحسن أو الحسين بادروا إلى إكرامه مع أنه قد يكون فاسقًا، وقد يكون فى الباطن سنيَّا، فإن أهل السنة يسمّون بهذه الأسماء. كل هذا من التعصب والجهل

ومن تعصبهم أنهم يبغضون بنى أمية كلهم لكون بعضهم كان ممن يبغض عليًّا. وقد كان فى بنى أمية قوم صالحون ماتوا قبل الفتنة، وكان بنو أمية أكثر القبائل عمالاً للنبى صلى الله عليه وسلم، فإنه لما فتح مكة إستعمل عليها عتّاب بن أسيد بن أبى العاص بن أمية، واستعمل خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، وأخويه أبان بن سعيد وسعيد بن سعيد على أعمال أخر. واستعمل أبا سفيان بن حرب بن أمية على نجران أو إبنه يزيد ومات وهو عليها. وصاهر نبى الله صلى الله عليه وسلم ببناته الثلاث لبنى أمية، فزوّج أكبر بناته زينب بأبى العاص بن الربيع بن أمية بن عبد شمس، وحمد صهرهُ لما أراد علي أن يتزوج ببنت أبى جهل، فذكر صهرا له من بنى أمية بن عبد شمس فأثنى عليه فى مصاهرته، وقال: حدثنى فصدقنى ووعدنى فوفَّى لى. وزوّج إبنتيه لعثمان بن عفان، واحدة بعد واحدة، وقال: لو كانت عندنا ثالثة لزوَّجناها عثمان

وكذلك من جهلهم وتعصبهم أنهم يبغضون أهل الشام لكونهم كان فيهم أولاً من يبغض عليًّا، ومعلوم أن مكة كان فيها كفار ومؤمنون، وكذلك المدينة كان فيها مؤمنون ومنافقون، والشام فى هذه الأعصار لم يبق فيه من يتظاهر ببغض علىِّ، ولكن لفرط جهلهم يسحبون ذيل البغض، وكذلك من جهلهم أنهم يذمون من ينتفع بشىء من آثار بنى أمية، كالشرب من نهر يزيد، ويزيد لم يحفره ولكن وسَّعه، وكالصلاة فى جامع بناه بنو أمية، ومن المعلوم أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يصلى إلى الكعبة التى بناها المشركون، وكان يسكن فى المساكن التى بنوها، وكان يشرب من ماء الآبار التى حفروها، ويلبس من الثياب التى نسجوها، ويعامل بالدراهم التى ضربوها، فإذا كان ينتفع بمساكنهم وملابسهم، والمياه التى أنبطوها، والمساجد التى بنوها، فكيف بأهل القبلة؟

فلو فرض أن يزيد كان كافرًا وحفر نهرًا لم يكره الشرب منه بإجماع المسلمين، ولكن لفرط تعصبهم كرهوا ما يضاف إلى من يبغضونه


زندقة الرافضة ونفاقهم

أصل بدعتهم عن زندقة ونفاق

قال شيخ الإسلام رحمه الله

والرافضة أصل بدعتهم عن زندقة وإلحاد، وتعمد الكذب فيهم كثير، وهم يقرون بذلك حيث يقولون: ديننا التقية، وهو أن يقول أحدهم بلسانه خلاف ما فى قلبه، وهذا هو الكذب والنفاق، ويدَّعون مع هذا أنهم هم المؤمنون دون غيرهم من أهل الملة

ويصفون السابقين الأولين بالردة والنفاق، فهم فى ذلك كما قيل: “رمتنى بدائها وانسلّت”، إذ ليس فى المظهرين للإسلام أقرب إلى النفاق والردة منهم، ولا يوجد المرتدون والمنافقون فى طائفة أكثر مما يوجد فيهم، واعتبر ذلك بالغالية من النصيرية وغيرهم، وبالملاحدة والإسماعيلية وأمثالهم

أكثرهم إما زنادقة أو محلدون

قال رحمه الله

وأكثر ما تجد الرافضة إما فى الزنادقة المنافقين الملحدين وإما فى جهال ليس لهم علم بالمنقولات ولا بالمعقولات، قد نشئوا بالبوادى والجبال، وتجبروا على المسلمين، فلم يجالسوا أهل العلم والدين، وإما فى ذوى الأهواء ممن قد حصل له بذلك رساية ومال، أو له نسب يتعصب له كفعل أهل الجاهلية، وأما من هو عند المسلمين من أهل العلم والدين فليس فى هؤلاء رافضى لظهور الجهل والظلم فى قولهم

وتجد ظهور الرفض فى شر الطوائف كالنصيرية والإسماعيلية، والملاحدة الطرقية، وفيهم من الكذب والخيانة وإخلاف الوعد ما يدل على نفاقهم، كما فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”، زاد مسلم: “وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم”. وأكثر ما توجد هذه الثلاثة فى طوائف أهل القبلة فى الرافضة

قولهم بالعصمة لم يوافقهم عليه إلا الملاحدة

قال:

وأما عصمة الأئمة فلم يقل بها إلا الإمامية والإسماعيلية وناهيك بقول لم يوافقهم عليه إلا الملاحدة المنافقون، الذين شيوخهم الكبار أكفر من اليهود والنصارى والمشركين. وهذا دأب الرافضة دائما، يتجاوزون عن جماعة المسلمين إلى اليهود والنصارى والمشركين فى الأقوال والموالاة والمعاونة والقتال وغير ذلك

فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويوالون الكفار والمنافقين؟ وقد قال الله تعالى: “ألم تر الى الذين تولوا قومًا غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون. أعد الله لهم عذابا شديدًا إنهم ساء ما كانوا يعملون”

 

الرفض مشتق من الشرك والإلحاد والنفاق

وقال شيخ الإسلام فى معرض رده عليهم قولهم إن النبى صلى الله عليه وسلم دعا الله قائلاً: “واجعل لى وزيرًا من أهلى، عليًا أشدد به ظهرى”، قال رحمه الله

فمن زعم أن النبى صلى الله عليه وسلم سأل الله أن يشد أزره بشخص كما سأل موسى أن يشد أزره بهارون فقد افترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبخسة حقَّه، ولاريب أن الرفض مشتق من الشرك والإلحاد والنفاق، لكن تارة يظهرلهم ذلك فيه وتارة يخفى.


ولاءهم للكفار ومعاونتهم

توليهم الكفار

قال شيخ الإسلام فى وصف أحوالهم

وهم غالبا لا يتناهون عن منكر فعلوه، بل ديارهم أكثر الديار منكرًا من الظلم والفواحش وغير ذلك. وهم يتولون الكفار الذين غضب الله عليهم، فليسوا مع المؤمنين ولا مع الكفار، كما قال تعالى: “ألم تر إلى الذين تولوا قومًا غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم”

وكثير منهم يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادَّته للمسلمين، ولهذا لما خرج الترك الكفار من جهة المشرق فقاتلوا المسلمين وسفكوا دمائهم ببلاد خراسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها، كانت الرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين، ووزير بغداد المعروف بالعلقمى هو وأمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على قتال المسلمين، وكذلك النصارى الذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظم أعوانهم، وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم، فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم

قلت: هذا دأبهم فيما مضى وهو ديدنهم فى الحاضر ويكفيك مثالا على ذلك تعاونهم مع الغزاة النصارى من الأمريكان وغيرهم حينما احتلّوا العراق وجاسوا خلال الديار وعاثوا فى الأرض الفساد، فكانت الميليشيات التابعة لشيوخ الرافضة من أعظم أعوانهم، وكذلك لما غزا اليهود لبنان كانت الشيعة من أعظم أعوانهم على قتل الفلسطينيين وسفك دماءهم وإخراجهم من أرضهم

معاداتهم لأولياء الله وموالاتهم للكفار

ثم قال شيخ الاسلام

ولكن هذا حال الرافضة دائما يعادون أولياء الله المتقين من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، ويوالون الكفار والمنافقين. فإن أعظم الناس نفاقًا فى المنتسبين إلى الإسلام هم الملاحدة الباطنية الإسماعيلية، فمن احتج بأقوالهم فى نصرة قوله، مع ما تقدم من طعنه على أقوال أئمة المسلمين، كان من أعظم الناس موالاة لأهل النفاق ومعاداة لأهل الإيمان

وقال فى الرد على مؤلف كتاب منهاج الكرامة الذى سماه شيخ الإسلام بحق “منهاج الندامة”، قال:

ومن العجب أن هذا المصنف الرافضى الخبيث الكذاب المفترى يذكر أبا بكر وعمر وعثمان وسائر السابقين الأولين، وسائر أئمة المسلمين من أهل العلم والدين بالعظائم التى يفتريها عليهم هو وإخوانه، ويجىء إلى من قد اشتهر عند المسلمين بمحادّته لله ورسوله، فيقول: “قال شيخنا الأعظم”، ويقول: “قدس الله روحه” مع شهادته بالكفر عليه وعلى أمثاله، ومع لعنة طائفته لخيار الأولين والآخرين.

قلت: وفى عصرنا هذا وفى ديارنا هذه نرى من يذكر إمام الرافضة المتعصب الخبيث المدعو بآية الله روح الله الخمينى ثم يقول: “قدَّس الله سرَّه”. مع أن الخمينى هذا هو القائل فى حق أبى بكر وعمر رضى الله عنهما: “إننا هنا لاشأن لنا بالشيخين، وما قاما به من مخالفات للقرآن، ومن تلاعب بأحكام الإله، وما حلّلاه وحرَّماه من عندهما، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة إبنة النبى صلى الله عليه وسلم وضد أولاده، ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين.” (كشف الأسرار للخميني، ص126).

ليت شعرى! أى سر لهذا المجوسى المتعصب غير سرِّ المتعة والتقية حتى يسأل الله تقديسه؟ ولكنه الجهل المركب والضلال البعيد والخسران المبين، نعوذ بالله من الخذلان.

ثم قال شيخ الإسلام:

فإنهم – أى الرافضة – دائما يستعينون بالكفار والفجار على مطالبهم، ويعاونون الكفار والفجار على كثير من مآربهم، وهذا أمر مشهود فى كل زمان ومكان، ولو لم يكن إلا صاحب هذا الكتاب “منهاج الندامة” وإخوانه، فإنهم يتخذون المغل والكفار أو الفساق أو الجهال أئمة بهذا الإعتبار.

 

مشابهة الرافضة لليهود والنصارى

مشابهتهم لليهود والنصارى

قال شيخ الإسلام رحمه الله وهو يصف نفسية الشيعة الخبيثة

ومن أعظم خبث القلوب أن يكون فى قلب العبد غلَّ لخيار المؤمنين وسادات أولياء الله بعد النبيين. ولهذا كان بينهم وبين اليهود من المشابهة وابتاع الهوى وغير ذلك من أخلاق اليهود. وبينهم وبين النصارى من المشابهة فى الغلوّ والجهل واتباع الهوى، وغير ذلك من أخلاق النصارى، ما أشبهوا به هؤلاء من وجه وهؤلاء من وجه، وما زال الناس يصفونهم بذلك

مواطئة قولهم لقول اليهود

قال

وآية ذلك أن محنة الرافضة محنة اليهود. قالت اليهود: لا يصلح الملك إلا فى آل داود، وقالت الرافضة: لا تصلح الإمامة إلا فى ولد علي. وقالت اليهود: لا جهاد فى سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال، وينزل سيف من السماء. وقالت الرافضة: لا جهاد فى سبيل الله حتى يخرج المهدى وينادى مناد من السماء

واليهود يؤخرون الصلاة إلى إشتباك النجوم وكذلك الرافضة يؤخرون المغرب إلى اشتباك النجوم

واليهود تزول عن القبلة شيئا، وكذلك الرافضة

واليهود تنود فى الصلاة، وكذلك الرافضة

واليهود تسدل أثوابها فى الصلاة، وكذلك الرافضة

واليهود لا يرون على النساء عدة، وكذلك الرافضة

واليهود حرَّفوا التوراة، وكذلك الرافضة حرَّفوا القرآن

واليهود قالوا إفترض علينا خمسين صلاة، وكذلك الرافضة

واليهود لا يخلصون السلام على المؤمنين إنما يقولون: السام عليكم – والسام الموت – وكذلك الرافضة

واليهود لا يأكلون الجرى والمرماهى والذناب (أنواع من السمك)، وكذلك الرافضة

واليهود لا يرون المسح على الخفين، وكذلك الرافضة

واليهود يستحلون أموال الناس كلهم، وكذلك الرافضة

واليهود تسجد على قرونها فى الصلاة، وكذلك الرافضة

واليهود لا تسجد حتى تخفق برءوسها مرارًا شبه الركوع، وكذلك الرافضة

واليهود تبغض جبريل ويقولون: هو عدونا من الملائكة، وكذلك الرافضة يقولون غلط جبريل بالوحي على محمد

وكذلك الرافضة وافقوا النصارى في خصلة: النصارى ليس لنسائهم صداق وانما يتمتعون بهن تمتعا، وكذلك الرافضة يتزوجون بالمتعة ويستحلون المتعة

 

فضل اليهود والنصارى على الرافضة

ثم قال

وفضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين: سئلت اليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى. وسئلت النصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: حواري عيسى. وسئلت الرافضة: من شرّ أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد

أمروا بالإستغفار لهم فسبّوهم، والسيف عليهم مسلول إلى يوم القيامة، لا تقوم لهم راية، ولا يثبت لهم قدم، ولا تجمع لهم كلمة، ولا تجاب لهم دعوة، دعوتهم مدحوضة، وكلمتهم مختلفة، وجمعهم مفترق “كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله”

فيهم جهل النصارى وخبث اليهود

وقال أيضا

ولهذا كان الرافضة من أجهل الناس وأضلهم، كما أن النصارى من أجهل الناس، والرافضة من أخبث الناس كما أن اليهود من أخبث الناس، ففيهم نوع من ضلال النصارى ونوع من خبث اليهود

 

الرافضة قطب رحى الفتن

هم أساس كل فتنة

قال شيخ الإسلام رحمه الله

أما الفتنة فإنما ظهرت فى الإسلام من الشيعة، فإنهم أساس كل فتنة وشر، وهم قطب رحى الفتن، فإن أول فتنة كانت فى الإسلام قتل عثمان

وقد روى الإمام أحمد فى مسنده عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ثلاثة من نجا منهن فقد نجا: موتى وقتل خليفة مضطهد بغير حق، والدجَّال”

ومن استقرأ أخبار العالم فى جميع الفرق تبين له أنه لم يكن قط طائفة أعظم إتفاقا على الهدى والرشد، وأبعد عن الفتنة والتفرق والإختلاف، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم خير الخلق بشهادة الله لهم بذلك، إذ يقول: “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله”

وأبعد الناس عن الطائفة المهدية المنصورة هم الرافضة، لأنهم أجهل وأظلم طوائف أهل الأهواء المنتسبين إلى القبلة، وخيار هذه الأمة هم الصحابة، فلم يكن فى الأمة أعظم إجتماعًا على الهدى ودين الحق ولا أبعد عن التفرق والإختلاف منهم، وكل ما يذكر عنهم مما فيه نقص، فهذا إذا قيس إلى ما يوجد فى غيرهم من الأمة كان قليلا من كثير

 

هم أصل كل بليَّة

قال رحمه الله

ومن نظر فى كتب الحديث والتفسير والفقه والسير علم أن الصحابة رضى الله عنهم كانوا أئمة الهدى، ومصابيح الدّجى، وأن أصل كل فتنة وبلية هم الشيعة ومن انضوى إليهم، وكثير من السيوف التى سلت فى الإسلام إنما كانت فى جهتهم، وعلم أن أصلهم ومادتهم منافقون، اختلقوا أكاذيب، وابتدعوا آراء فاسدة ليفسدوا بها دين الإسلام، ويستزلوا بها من ليس من أولى الأحلام، فسعوا فى قتل عثمان، وهو أول الفتن، ثم أنزووا إلى علىٍّ، لاحبا فيه ولا فى أهل البيت، لكن ليقيموا سوق الفتنة بين المسلمين

ولهذا تجد الشيعة ينتصرون لأعداء الإسلام المرتدين، كبنى حنيفة أتباع مسيلمة الكذاب، ويقولون: إنهم كانوا مظلومين، كما ذكر صاحب هذا الكتاب ]يعنى “منهاج الندامة” الذى يرد عليه[، وينتصرون لأبى لؤلؤة الكافر المجوسى. وقد رُوى أنه طلب من عمر أن يكلم مولاه فى خراجه، فتوقف عمر، وكان من نيته أن يكلمه، فقتل عمر بغضا فى الإسلام وأهله، وحبا للمجوس وانتقاما للكفار، لما فعل بهم عمر حيث فتح بلادهم، وقتل رؤساءهم، وقسَّم أموالهم

فهل ينتصر لأبى لؤلؤة مع هذا إلا من هو أعظم الناس كفرًا بالله ورسوله، وبغضا فى الإسلام، ومفرط فى الجهل لا يعرف حال أبى لؤلؤة؟

قلت

ودولة “إيران” اليوم التى تدَّعى أنها جمهورية إسلامية قد بنت على قبر هذا الكافر ضريحا فحما وضربت عليه قبة عالية وجعلته مزارا يؤمه أهل الجهل من كل صوب، منهم الشيعة النيجيريون أهل الجهل والتنطع. كل هذا لأن أبا لؤلؤة المجوسى قتل الخليفة الراشد عمر رضى الله عنه. يعظمون قاتل عمر، ويخلِّدون ذكراه، ثم يدعون الإسلام ومحبة أهل البيت! وليس هذا هو العجب بل العجب كل العجب هو هؤلاء الحمر عُمْىُ القلوب والأبصار الذين يتبعون الإيرانيين ويحبونهم ويوالونهم ويجادلون عنهم. نعوذ بالله من عَمَى القلوب

ثم قال شيخ الإسلام

ودع ما يسمع وينقل عمَّن خلا، فلينظر كل عاقل فيما يحدث فى زمانه وما يقرب من زمانه من الفتن والشرور والفساد فى الإسلام، فإنه يجد معظم ذلك من قبل الرافضة، وتجدهم من أعظم الناس فتنا وشرًا، وأنهم لا يقعدون عما يمكنهم من الفتن والشر وإيقاع الفساد بين الأمة

ونحن نعرف بالعيان والتواتر العام وما كان فى زماننا من حين خروج جنكيز خان ملك الترك الكفار، وما جرى فى الإسلام من الشر. فلا يشك عاقل أن استيلاء الكفار المشركين على بلاد الإسلام وعلى أقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى هاشم، كذرية العباس وغيرهم، بالقتل وسفك الدماء، وسبى النساء واستحلال فروجهن، وسبى الصبيان واستعبادهم، وإخراجهم عن دين الله إلى الكفر، وقتل أهل العلم والدين من أهل القرآن والصلاة، وتعظيم بيوت الأصنام – التى يسمونها البذخانات والبيع والكنائس – على المساجد، ورفع المشركين وأهل الكتاب من النصارى وغيرهم على المسلمين، بحيث يكون المشركون وأهل الكتاب أعظم عزًا وأنفذ كلمة وأكثر حرمة من المسلمين، إلى أمثال ذلك مما لا يشك عاقل أن هذا أضرَّ على المسلمين من قتال بعضهم بعضا، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما جرى على أمته من هذا، كان كراهته له وغضبه منه أعظم من كراهته لإثنين مسلمين تقاتلا على الملك، ولم يسب أحدهما حريم الآخر، ولا نفع كافراً، ولا أبطل شيئا من شرائع الإسلام المتواترة، وشعائره الظاهرة

ثم مع هذا الرافضة يعاونون أولئك الكفار، وينصرونهم على المسلمين، كما قد شاهده الناس لما دخل هولاكو ملك الكفار الترك الشام سنة ثمان وخمسين وستمائة، فإن الرافضة الذين كانوا بالشام بالمدائن والعواصم، من أهل حلب وما حولها، ومن أهل دمشق وما حولها وغيرهم، كانوا من أعظم الناس أنصارًا وأعوانا على إقامة ملكه، وتنفيذ أمره فى زوال ملك المسلمين

وهكذا يعرف الناس – عامة وخاصة – ما كان بالعراق لما قدم هولاكو إلى العراق، وقتل الخليفة، وسفك فيها من الدماء ما لا يحصيه إلا الله، فكان وزير الخليفة ابن العلقمى والرافضة، هم بطانته الذين أعانوه على ذلك بأنواع كثيرة، باطنة وظاهرة، يطول وصفها

وهكذا ذكر أنهم كانوا مع جنكيز خان، وقد رآهم المسلمون بسواحل الشام وغيرها، إذا اقتتل المسلمون والنصارى هواهم مع النصارى، ينصرونهم بحسب الإمكان، ويكرهون فتح مدائنهم، كما كرهوا فتح عكا وغيرها، ويختارون إدالتهم على المسلمين، حتى إنهم لما انكسر عسكر المسلمين سنة غازان – سنة تسع وتسعين وخمسمائة – وخلت الشام من جيش المسلمين، عاثوا فى البلاد، وسعوا فى أنواع من الفساد، من القتل وأخذ الأموال، وحمل راية الصليب، وتفضيل النصارى على المسلمين، وحمل السبى والأموال والسلاح من المسلمين إلى النصارى أهل الحرب بقبرص وغيرها

فهذا – وأمثاله – قد عاينه الناس، وتواتر عند من لم يعاينه، ولو ذكرت أنا ما سمعته ورأيته من آثار ذلك لطال الكتاب، وعند غيرى من أخبار ذلك وتفاصيله ما لا أعلمه

 

خلوّهم من كل خير

لافقه فيهم ولا زهد ولا جهاد

قال شيخ الإسلام رحمه الله

لا تجد أحدا من أعيان الأمة إلا وهو معترف بفضل الصحابة عليه وعلى أمثاله، وتجد من ينازع فى ذلك كالرافضة من أجهل الناس، ولهذا لا يوجد فى أئمة الفقه الذين يرجع إليهم رافضى، ولا فى أئمة الحديث، ولا فى أئمة الزهد والعبادة، ولا فى أئمة الجيوش المؤيدة المنصورة رافضى، ولا فى الملوك الذين نصروا الإسلام وأقاموه وجاهدوا عدوه من هو رافضى، ولا فى الوزراء الذين لهم سيرة محمودة من هو رافضى

وأكثر ما تجد الرافضة إما فى الزنادقة المنافقين الملحدين وإما فى جهال ليس لهم علم بالمنقولات ولا بالمعقولات، قد نشئوا بالبوادى والجبال، وتجبروا على المسلمين، فلم يجالسوا أهل العلم والدين، وإما فى ذوى الأهواء ممن قد حصل له بذلك رياسة ومال، أوله نسب يتعصب له كفعل أهل الجاهلية، وأما من هو عند المسلمين من أهل العلم والدين، فليس فى هؤلاء رافضى؛ لظهور الجهل والظلم فى قولهم

وتجد ظهور الرفض فى شر الطوائف كالنصيرية والإسماعيلية، والملاحدة والطرقية، وفيهم من الكذب والخيانة وإخلاف الوعد ما يدل على نفاقهم، كما فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، إذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”. زاد مسلم: “وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم”. وأكثر ما توجد هذه الثلاث فى طوائف أهل القبلة فى الرافضة

وقال رحمه الله فى موضع آخر

لم ير الزهد والجهاد فى طائفة أقلّ منه فى الشيعة، والخوارج المارقون كانوا أزهد منهم وأعظم قتالاً، حتى يقال فى المثل: حملة خارجية. وحروبهم مع جيوش بنى أمية وبنى العباس وغيرهما فى العراق والجزيرة وخراسان والمغرب وغيرها معروفة، وكانت لهم ديار يتحيزون فيها لا يقدر عليهم أحد

هم دائما مغلوبون مقهورون

       وقال رحمه الله

وأما الشيعة فهم دائما مغلوبون مقهورون منهزمون، وحبهم للدنيا وحرصهم عليها ظاهر، ولذا كاتبوا الحسين رضى الله عنه فلما أرسل إليهم إبن عمه ثم قدم بنفسه غدروا به، وباعوا الآخرة بالدنيا، وأسلموه إلى عدوه، وقاتلوه مع عدوه، فأى زهد عند هؤلاء؟ وأى جهاد عندهم؟

هم أشد الناس خوفا من لوم اللاَّئم

وقال رحمه الله تعالى

الرافضة أشد الناس خوفًا من لوم اللاَّئم، ومن عدوِّهم، وهم كما قال تعالى: “يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون”. ولا يعيشون فى أهل القبلة إلا من جنس اليهود فى أهل الملل.

 

حجة الخوارج وسيفهم أقوى من حجة الرافضة وسيفهم

وقال فى معرض المقارنة بين بدعة الرافضة وبدعة الخوارج

وحجة الخوارج أقوى من حجة الشيعة، كما أن سيوفهم أقوى من سيوف الشيعة، ودينهم أصح، وهم صادقون لا يكذبون، ومع هذا فقد ثبت بالسنة المستفيضة عن النبى صلى الله عليه وسلم واتفاق أصحابه أنهم مبتدعون مخطئون ضُلاَّل، فكيف بالرافضة الذين هم أبعد منهم عن العقل والعلم والدين والصدق والشجاعة والورع، وعامة خصال الخير؟

الشيعة ما زالوا مقهورين مخذولين لا ينصرون إلا مع غيرهم

وقال فى معرض الرد على الحديث الموضوع المكذوب: “اللهم اخذل من خذله وانصر من نصره” يعنى عليا رضى الله عنه، قال:   والعسكر الذين قاتلوا مع معاوية ما خذلوا قط، بل ولا فى قتال علي، فكيف يكون النبى صلى الله عليه وسلم قال: ” اللهم اخذل من خذله وانصر من نصره” والذين قاتلوا معه لم ينصروا على هؤلاء، بل الشيعة الذين يزعمون أنهم مختصون بعلى ما زالوا مخذولين مقهورين لا ينصرون إلا مع غيرهم: إما مسلمين وإما كفار، وهم يدعون أنهم أنصاره، فأين نصر الله لمن نصره؟! وهذا وغيره مما يبين كذب الحديث

الشيعة لا يعرف أوهى من حججهم

قال شيخ الإسلام رحمه الله

لا يعلم فى طوائف أهل البدع أوهى من حجج الرافضة بخلاف المعتزلة فإن لهم حججا وأدلة قد تشتبه على كثير من أهل العلم والعقل. وأما الرافضة فليس لهم حجج قط تنفق إلا على جاهل أو ظالم صاحب هوى يقبل ما يوافق هواه، سواء كان حقا أو باطلاً

حجج الرافضة أبطل من حجج الخوارج

قال شيخ الإسلام فى مقارنة حجج الرافضة والخوارج

وحجج الخوارج وإن كانت باطلة بلا ريب فحجج الرافضة أبطل منها، والخوارج أعقل وأصدق وأتبع للحق من الرافضة؛ فإنهم صادقون لا يكذبون، أهل دين ظاهرًا وباطنًا، لكنهم ضالون مارقون، مرقوا من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية

وأما الرافضة فالجهل والهوى والكذب غالب عليهم، وكثير من أئمتهم وعامتهم زنادقة ملاحدة، ليس لهم غرض فى العلم ولا فى الدين بل: “إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس، ولقد جاء هم من ربهم الهدى”

حماقات الرافضة

قال شيخ الاسلام رحمه الله

وأما سائر حماقاتهم فكثيرة جدا: مثل كون بعضهم لايشرب من نهر حفره يزيد، مع أن النبي والذين كانوا معه كانوا يشربون من آبار وأنهار حفر ها الكفار

وبعضهم لا يأكل من التوت الشامي، ومعلوم أن النبي ومن معه كانوا يأ كلون مما يجلب من بلاد الكفار من الجبن، ويلبسون ما تنسجه الكفار، بل غالب ثيابهم كانت من نسيج الكفار

ومثل كونهم يكرهون التكلم بلفظ العشرة، أو فعل شيء يكون عشرة، حتى في البناء لايبنون عشرة أعمدة، ولا بعشرة جذوع ونحو ذلك، لكونهم يبغضون خيار الصحابة وهم العشرة المشهود لهم بالجنة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح رضوان الله عليهم أجمين، يبغضون هؤلاء إلا علي بن أبي طالب.   ويبغضون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، الذين بايعوا رسول الله تحت الشجرة، وكانوا ألفا وأربعمائة، وقد أخبر الله أنه قد رضي عنهم

وثبت في صحيح مسلم وغيره، عن جابر أيضا: أن   غلام حاطب بن أبي بلتعة قال: يا رسول الله، والله ليدخلن حاطب النار، فقال النبي”كذبت، إنه شهد بدرا والحديبية

وهم يتبرء ون من جمهور هؤلاء بل يتبرء ون من سائر أصحاب رسول الله إلا نفرا قليلا نحو بضعة عشر ومعلوم أنه لو فرض في العالم عشرة من أكفر الناس، لم يجب هجر هذا الاسم لذلك، كما أنه لما قال: “وكان فى المدينة تسعة رهط يفسدور فى الأرض ولا يصلحون” لم يجب هجر اسم التسعة مطلقا، بل اسم العشرة قد مدح الله مسماه في موا ضع، كقوله تعالى في متعة الحج: “فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة”

وقال تعالى: “وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة”

وقال تعالى: “والفجر. وليال عشر.” وقد ثبت في الصحيح: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان حتى توفاه الله تعالى”

وقال في ليلة القدر: “التمسوها في العشر الأواخر. وقد ثبت في الصحيح أن النبي قال: “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب الى الله من هذه الأيام العشر.” ونظائر ذلك متعددة

ومن العجب أنهم يوالون التسعة، وهم يبغضون التسعة من العشرة، فإنهم يبغضونهم إلا عليا

وكذلك هجر هم لاسم أبي بكر وعمر وعثمان ولمن يتسمى بذلك، حتى يكرهون معاملته، ومعلوم أن هؤلاء لو كانوا من أكفر الناس لم يشرع أن لا يتسمى الرجل بمثل أسمائهم، فقد كان في الصحابة من اسمه الوليد وكان النبي يقنت في الصلاة، ويقول: “اللهم أنج الوليد بن الوليد بن المغيرة”، وأبوه كان من أعظم الناس كفرًا، وهو الوحيد المذكور في قوله تعالى: “ذَرْنِى وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا.” وفي الصحابة من اسمه عمرو، وفي المشركين من اسمه عمرو بن عبد ودّ، وأبو جهل اسمه عمرو بن هشام

وفي الصحابـة خالد بن سعيد بن العاص من السابقين الأولين، وفي المشر كين خالد بن سفيان الهذلي

وفي الصحابة من اسمه هشام، مثل: هشام بن حكيم، وأبو جهل كان اسم أبيه هشاما. وفي الصحابة من اسمه عقبه، مثل أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري، وعقبة بن عامر الجهني، وكان في المشركين عقبة بن أبي معيط

وفي الصحابة علي وعثمان، وكان في المشر كين من اسمه علي، مثل: علي بن أمية بن خلف، قتل يوم بدر كافرا، ومثل عثمان بن طلحة قتل قبل أن يسلم، ومثل هذا كثير

فلم يكن النبي والمؤمنون يكرهون اسما من الأسماء لكونه قد تسمى به كافر من الكفار، فلو قدر أن المسمين بهذه الأ سماء كفار، لم يوجب ذلك كراهة هذه الأسماء، مع العلم لكل أحد بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو هم بها، ويقر الناس على دعائهم بها

وكثير منهم يرى أنهم كانوا منافقين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنهم منافقون، وهو مع هذا يدعوهم بها، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه قد سمى بها أولاده، فعلم أن جواز الدعاء بهذه الأسماء – سواء كان ذلك المسمى بها مسلما أو كافرا- أمر معلوم من دين الإسلام، فمن كره أن يد عو أحدا بها كان من أظهر الناس مخالفة لدين الإسلام، ثم مع هذا إذا تسمى الرجل عندهم باسم علي أو جعفر أو حسن أو حسين أونحو ذلك، عاملوه وأكرموه، ولا دليل لهم في ذلك على أنه منهم

ومن حماقاتهم أيضًا: أنهم يجعلون للمنتظر عدة مشاهد ينتظرونه فيها، كالسرداب الذي بسامرا الذي يزعمون أنه غائب فيه، ومشاهد أخر، وقد يقيمون هناك دابة – إما بغلة وإما فرسا وإما غير ذلك – ليركبها إذا خرج، ويقيمون هناك إما في طرفي النهار وإما في أوقات أخرى من ينادى عليه بالخروج : يا مولانا اخرج، ويشهرون السلاح ولا أحد هناك يقاتلهم، وفيهم من يقوم فى أوقات دائما لا يصلي، خشية أن يخرج وهو فى الصلاة فيشتغل بها عن خروجه وخدمته، وهم فى أماكن بعيدة عن مشهده كمدينة النبى صلى الله عليه وسلم إما فى العشر الأواخر من شهر رمضان، وإما فى غير ذلك يتوجهون إلى المشرق، وينادون بأصوات عالية يطلبون خروجه

ومن المعلوم أنه لو كان موجودا وقد أمره الله بالخروج فإنه يخرج، سواء نادوه أو لم ينادوه، وإن لم يؤذن له فهو لا يقبل منهم، وأنه إذا خرج فإن الله يؤيده ويأتيه بما يركبه، وبمن يعينه وينصره، لا يحتاج أن يوقف له دائما من ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، والله سبحانه وتعالى قد عاب فى كتابه من يدعو من لا يستجيب دعاءه فقال تعالى: “ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سموا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير.” هذا مع أن الأصنام موجودة، وكان يكون بها أحيانا شياطين تتراءى لهم وتخاطهم

ومن خاطب معدوما كانت حالته أسوأ من حال من خاطب موجودا وإن كان جمادا، فمن دعا المنتظر الذى لم يخلقه الله كان ضلاله أعظم من ضلال هؤلاء، وإذا قال: أنا أعتقد وجوده كان بمنزلة قول أولئك: نحن نعتقد أن الأصنام لها شفاعة عند الله، فيعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم، ويقولون : هؤلاء شفعاؤنا عند الله

والمقصود أن كليهما يدعو من لا ينفع دعاؤه، وإن كان أولئك اتخذوهم شفعاء آلهة، وهؤلاء يقولون : هو إمام معصوم ، فهم يوالون عليه، ويعادون عليه كموالاة المشركين على آلهتهم، ويجعلونه ركنا فى الإيمان لا يتم الدين إلابه، كما يجعل بعض المشركين آلهتهم كذلك، وقد قال تعالى: “ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لى من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون”

فإذا كان من يتخذ الملائكة والنبيين أربابا بهذه الحال، فكيف بمن يتخذ إماما معدوما لا وجودله؟ وقد قال تعالى: “اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا الها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون.” وقد ثبت فى الترمذى وغيره من حديث عدىّ بن حاتم أنه قال: “يارسوالله، ما عبدوهم؟ فقال إنهم أحلوا لهم الحرام وحرّموا عليهم الحلال فأطاعوهم، فكانت تلك عبادتهم إياهم.” فهؤلاء اتخذوا أناسا موجودين أربابا. وهؤلاء يجعلون الحلال والحرام معلقا بالإمام المعدوم الذى لا حقيقة له، ثم يعملون بكل ما يقول المثبتون إنه يحلله ويحرمه، وإن خالف الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، حتى إن طائفهم اذا اختلفت على قولين فالقول الذى لا يعرف قائله هو الحق لأنه قول هذا الإمام المعصوم، فيجعلون الحلال ما حلله، والحرام ما حرمه هذا الذى لا يوجد. وعند من يقول: إنه موجود، لا يعرفه أحد، ولايمكن أحد أن ينقل عنه كلمة واحدة

ومن حماقاتهم تمثيلهم لمن يبغضونه، مثل اتخاذهم نعجة – وقد تكون نعجة حمراء، لكون عائشة تسمى الحميراء – يجعلونها عائشة ويعذبونها بنتف شعرها وغير ذلك، ويرون أن ذلك عقوبة لعائشة

ومثل اتخاذهم حلسا مملوءا سمنا ثم يشقون بطنه فيخرج السمن فيشربونه، ويقولون : هذا مثل ضرب عمر وشرب دمه.

ومثل تسمية بعضهم لحمارين من حمر الرحا أحدهما: بأبى بكر، والآخر بعمر، ثم يعاقبون الحمارين جعلا منهم تلك المعقوبة لأبى بكر وعمر

وتارة يكتبون أسماءهم على أسفل أرجلهم ، حتى أن بعض الولاة جعل يضرب رجل من فعل ذ لك ويقول: إنما ضربت أبابكر وعمر، ولا أزال أضربهما حتى أعدمهما. ومنهم من يسمى كلابه باسم أبى بكر وعمر، ويلعنهما ومنهم من اذا سمى كلبه فقيل له “بكير” يضارب من يفعل ذلك، ويقول: تسمى كلبى باسم أصحاب النار

ومنهم من يعظم أبا لؤلؤة المجوسي الكافر الذى كان غلاما للمغيرة بن شعبة لما قتل عمر، ويقولون: واثارات أبي لؤلؤة. فيعظمون كافرا مجوسيا باتفاق المسلمين، لكونه قتل عمر رضي الله عنه

ومن حماقاتهم: إظهارهم لما يجعلونه مشهدا، فكم كذبوا الناس، وادعوا أن فى هذا المكان ميتا من أهل البيت، وربما جعلوه مقتولا، فيبنون ذلك مشهدا، وقد يكون ذلك قبر كافر أو قبر بعض الناس، ويظهر ذلك بعلامات كثيرة

ومعلوم أن عقوبة الدواب المسماة بذلك ونحو هذا الفعل، لايكون إلا من فعل أحمق الناس وأجهلهم، فإنه من المعلوم أنا لو أردنا أن نعاقب فرعون وأبالهب وأباجهل، وغيرهم ممن ثبت بإجماع المسلمين أنهم من أكفر الناس، مثل هذه العقوبة، لكان هذا من أعظم الجهل، لأن ذلك لا فائدة فيه، بل إذا قتل كافر يجوز قتله أو مات حتف أنفه لم يجز بعد قتله أو موته أن يمثل به، فلا يشق بطنه، أو يجدع أنفه وأذنه، ولا تقطع يده إلا أن يكون ذلك على سبيل المقابلة

فقد ثبت في صحيح مسلم وغيره عن بريدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا بعث أميرا على جيش أو سرية، أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله، وأوصاه بمن معه من المسلمين خيرا، وقال: “إغزوا في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله ولاتغلوا، ولاتغدروا ولاتمثلوا، ولاتقتلوا وليدًا.” وفي السنن أنه كان في خطبته يأمر بالصدقة، وينهى عن المثلة

مع أن التمثيل بالكافر بعد موته فيه نكاية بالعدو، ولكن نهى عنه لأنه زيادة إيذاء بلا حاجة، فإن المقصود كف شره بقتله، وقد حصل

فهؤلاء الذين يبغضونهم لو كانوا كفارا وقد ماتوا لم يكن لهم بعد موتهم أن يمثلوا بأبدانهم: لايضربونهم، ولا ينتفون شعورهم، مع أن في ذلك نكاية فيهم، أما إذا فعلوا ذلك بغيرهم ظنا أن ذلك يصل إليهم كان غاية الجهل، فكيف إذا كان بمحرَّم كالشاة التى يحرم إيذاؤها بغير حق! فيفعلون مالا يحصل لهم به منفعة أصلا، بل ضرر في الدين والدنيا والآخرة، مع تضمنه غاية الحمق والجهل

ومن حماقاتهم: إقامة المأتم والنياحة على من قتل من سنين عديدة، ومن المعلوم أن المقتول وغيره من الموتى إذا فعل مثل ذلك بهم عقب موتهم، كان ذلك مما حرمه الله ورسوله، فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية.” وثبت في الصحيح عنه أنه برئ من الحالقة والصالقة والشاقة

     فالحالقة: التى تحلق شعرها عند المصيبة، والصالقة: التى ترفع صوتها عند المصيبة، والشاقة: التى تشق ثيابها

وفي الصحيح عنه أنه قال: “من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه.” وفى الصحيخ عنه قال: “ان النائحة اذالم تتب قبل موتها فانها تلبس يوم القيامة درعا من جرب وسربالا من قطران.” والأحادث فى هذا المعنى كثيرة

وهولاء يأتون من لطم الخدود وشق الجيوب ودعوى الجاهلية وغير ذلك من المنكرات بعد موت الميت بسنين كثيرة ما لو فعلوه عقب موته لكان ذلك من أعظم المنكرات التى حرمها الله ورسوله فكيف بعد هذه المدة الطويلة؟

ومن المعلوم أنه قد قتل من الأنبياء ظلما وعدوانا من هو أفضل من الحسين، قتل أبوه ظلما وهو أفضل منه، وقتل عثمان بن عفان، وكان قتله أول الفتن العظيمة التى وقعت بعد موت النبى صلى الله عليه وسلم وترتب عليه من الشر والفساد أضعاف ماترتب على قتل الحسين

وقتل غير هولاء ومات وما فعل أحد – من المسلمين ولا غيرهم – مأتما ولانياحة على ميت ولاقتيل بعد مدة طويلة من قتله الا هؤلاء الحمقى الذين لو كانوا من الطير لكانوا رحما ولو كانوا من البهائم لكانوا حمرًا

ومن ذلك: أن بعضهم لا يوقد خشب الطَرْفاء، لأنه بلغه أن دم الحسين وقع على شجرة من الطرفاء! ومعلوم أن تلك الشجرة بعينها لا يكره وقودها ولو كان عليها من أى دم كان، فكيف بسائر الشجر الذى لم يصبه الدم؟

ومن حماقاتهم مايطول وصفها ولا يحتاج أن تنقل بإسناد، ولكن ينبغى أن يعلم مع هذا أن المقصود: أنه من ذلك الزمان القديم يصفهم الناس بمثل هذا من التابعين وتابعيهم، كما ثبت بعض ذلك إما عن الشعبى، وإما أن يكون من كلام عبد الرحمن، وعلى التقديرين فالمقصود حاصل، فإن عبد الرحمن كان فى زمن التابعين

وإنما ذكرنا هذا، لأن عبد الرحمن كثير من الناس لا يحتج بروايته المفردة، إما لسوء حفظه، وإما لتهمته فى تحسين الحديث، ومحمد بن عمر الواقدى، وأمثالهما، فان كثرة الشهادات والأخبار قد توجب العلم، وإن لم يكن كل من المخبرين ثقة حافظا حتى يحصل العلم بمخبر الأخبار المتواترة، وإن كان المخبرون من أهل القسوق، إذا لم يحصل بينهم تشاغر وتواطؤ

والقول الحق الذى يقوم عليه الدليل يقبل من كل من قاله، وإن لم يقبل بمجرد إخبار المخبر به

فلهذا ذكرنا ما ذكره عبد الرحمن بن مالك بن مغول، فإن غاية ما فيه أنه قاله ذاكرا الأثر، وعبد الرحمن هذا يروى عن أبيه، وعن الأعمش، وعن عبيد الله بن عمر ، ولا يحتج بمفرداته، فإنه ضعيف

ومما ينبغى أن يعرف أن ما يوجد فى جنس الشيعة من الأفعال المذمومة، وإن كان أضعاف ما ذكر، لكن قد لا يكون هذا كله فى الإمامية الإثنى عشرية ولا فى الزيدية، ولكن يكون كثير منه فى الغالية وفي كثير من عوامهم، مثل ما يذكر منهم من تحريم لحم الجمل، وأن الطلاق يشترط فيه رضا المرأة، ونحو ذلك مما يقوله من يقوله من عوامهم، وإن كان علماؤهم لا يقولون ذلك، ولكن لما كان أصل مذهبهم مستندا إلى جهل، كانوا أكثر الطوائف كذبا وجهلا

خاتمة فى إنصاف الرافضة

ومع كل ما ذكره شيخ الإسلام عن الرافضة فإنه ينصفهم ويذكر أنهم ليسوا كلهم سواء فى الضلال واتباع الهوى بل فيهم من هو مؤمن صادق فى إيمانه وإنما عمّهم الجهل فصار الصفة الغالبة عليهم. وهذا مما أوجبه الله على العلماء بل على جميع المسلمين أن يكونوا شهداء لله وأن يقوموا بالقسط ولا يجرمنّهم شنئان قوم على ألا يعدلوا

الرافضة ليسوا سواء

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى

الرافضة كثير منهم ليسوا منافقين ولا كفارًا، بل بعضهم له إيمان وعمل صالح. ومنهم من هو مخطئ يرجى له مغفرة الله، لكن الجهل بمعنى القرآن والحديث شامل لهم كلهم، فليس فيهم إمام من أئمة المسلمين فى العلم والدين

والإمامية مع فرط جهلهم وضلالهم فيهم خلق كثير مسلمون ظاهرا وباطنا ليسوا زنادقة منافقين لكنهم جهلوا واتبعوا أهواءهم

بعض أقوالهم صواب

ثم قال رحمه الله

ولا كل ما أنكره الناس عليهم يكون باطلا، بل من أقوالهم أقوال خالفهم فيها بعض أهل السنة ووافقهم بعض، والصواب مع من وافقهم. لكن ليس لهم مسألة إنفردوا بها أصابوا فيها

 

Leave a comment