الاتفاق العقدي بين الصوفية والرافضة2

سلسلة كتيبات الشيعة2
الإتفاق العقدي

بين
الشيعة والصوفية

بقلم

الأستاذ الدكتور/ عمر محمد لبطو


مقدمـة


بسم الله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى

إن من الأشياء التي لا يختلف عليها اثنان أن البدعةَ ملةٌ واحدةٌ كما أن الكفرَ ملةٌ واحدةٌ. والذي يجمع المبتدعة كلهم هو تركُ ما جاء به الرسل واتباعُ الهوى، وهذا عين ما جمع الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم. لذا دأب علماؤنا على تسمية المبتدعة بأهل الأهواء. فالبدع ما ظهر منها وما بطن، ما دقَّ منها وما جلَّ، إنما يجمعها هذا الأصل الأصيل. وقد تجتمع البدع على أكثر من أصلٍ، وتتفق طوائفها على أكثر من قاعدةٍ، وتتشابه فرقها في أكثر من ناحيةٍ. ومن البدع التي اتفقت في كثير من أصولها وعقائدها وشعائرها بدعة التشيُّع والتصوف. فهما وجهان للعملة الواحدة – كما يقال – وتوأمان ولدا من رحم واحدة وغصنان للشجرة الملعونة في القرآن.
وينبغي أن يُعلم من البداية أن التصوفَ والرفضَ مظهران من مظاهر الحركة الباطنية التي تهدف إلى هدم الإسلام وتقويض بناءه. لذا تجدهم يجتمعون على عقائدَ وآراءَ مناقضةٍ للإسلام، كما يجتمعون في الشركيات من تعظيم القبور والطواف بها والصلاة إليها ودعاء من فيها من دون الله عز وجل. وكذلك يجتمعون في محاربة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ومعاداة أولياء الله من سلف الأمة من الصحابة والتابعين وغيرهم ممن هم حملة القرآن والسنة وحماة الإسلام وحرّاس عقيدته
كما ينبغي أن يُعلم أن التصوف الذي نعنيه هنا – وفي كل هذه الرسالة – هو التصوف الفلسفي البدعي الذي لا يَنْبَني على الكتاب والسنة، وليس التصوف السني الذي هو الزهد والسلوك المُقَيَّد بالكتاب والسنة، مثل تصوف الإمام الجنيد وتصوف شيخ الإسلام عبد القادر الجيلاني وتصوف الإمام المجاهد الشيخ عثمان بن فودي رحمهم الله. فليس المراد بالتصوف هنا تصوف مثل هؤلاء العلماء وإن كان بعض أتباعهم يُخْلط بين التصوف السني والبدعي فهم منهم براء.
وفي الأسطر التالية نحاول إلقاء الضوء على بعض مواضع الإتفاق بين الشيعة والمتصوفة ونواحي الشَّبْه بينهما.
إنتسابهم لعلي بن أبي طالب
أول ما يلفت نظر الباحث إلى اتفاق الصوفية والشيعة في أصلهم وعقائدهم انتسابهم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. فكلا الفرقتين تدعي أنها تنتسب في الأصل إلى هذا الصحابي الجليل. أما انتساب الرافضة إليه فواضح؛ فهو الإمام الأول المنصوص على إمامته من قبل الرسول صلى الله عليهوسلم، بل هو الذي جاء النبي لبيان إمامته التي هي أصل أصول الدين والتي لا يقبل الله من أحد صلاة ولا زكاة ولا صياما إلا باعتقادها
أما الصوفية فينتسبون إليه عن طريق الخرقة المشهورة التي هي رمز الولاية الكبرى. والخرقة في زعمهم أصلها من لباس الجنة ألبسها الله نبيه إبراهيم عليه السلام حينما ألقاه الكفار في النار وبها صارت النار بردا وسلاما عليه. فتوارثها الأنبياء إلى أن وصلت إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وورثها منه علي بن أبي طالب ومن بعده توارثها الأئمة والأقطاب فصارت رمز الإمامة والقطبانية يتوارثها الأئمة وكبار الأولياء إلى يومنا هذا. وهي باقية علي حالها لأنها من لباس الجنة لا يؤثر فيها مرّ الأيام وكرّ الدهور.1 وبهذه الأسطورة نسبت الصوفية نفسها إلى علي رضي الله عنه، فكما أنه الإمام الأول وأبو الأئمة فهو كذلك القطب الأول وأبو الأولياء والأقطاب

كلاهما باطنية قرامطة
التصوف والرفض مظهران من مظاهر الحركة الباطنية القرمطية وما الفرق الشيعية والطرق الصوفية إلا استمرار لجهود الفلاسفة الملحدين التي تهدف إلى هدم الإسلام وتقويض بناءه. فكلاهما يؤمن بأن الدين ظاهر وباطن، أو شريعة وحقيقة، وأن الباطن هو لب الدين وحقيقته وأما الظاهر فهو القشور، وأن هذا الباطن أخذوه من النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق الأئمة والأوصياء والأقطاب والأولياء، وأنه لا يعرفه إلا الخاصة وأنهم هم الخاصة الذين يعرفونه عن طريق الوراثة من الأوصياء والأولياء، وأما غيرهم من المسلمين من لدن عهد الصحابة إلى يومنا هذا فهم عوام لا يعرفون من الدين إلا القشور.2 ومن هذا الباب دخل الإلحاد والزندقة والفساد إلى دين الإسلام وبه تذرعت الفرق المنحرفة والهدامة إلى تحقيق أهدافها كالإسماعيلية والنصيرية والتجانية والبهائية وغيرها
جمعهم لأخس المذاهب وأخبثها
الصوفية والشيعة جمعوا أخس المذاهب وأخبثها فهم جهمية في نفي الصفات وملاحدة في اعتقاد وحدة الوجود وخوارج ووعيدية في تكفير المسلمين ومرجئة في قولهم إن حب الأئمة والمشايخ حسنة لا تضر معها سيئة. وعمدتهم في اتباع هذه الطرائق هم أساتذتهم الفلاسفة الوثنيون أصحاب العلوم الحقيقية المضنون بها على غير أهلها!
إعتقادهم استمرار النبوة بعد محمد(ص)
المتصوفة والروافض يعتقدون استمرار النبوة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويرون نزول الوحي علي الأئمة والأولياء. أما الرافضة فيصرحون بذلك تصريحا وهو أمر تواتر عنهم وامتلئت به كتبهم المعتبرة عندهم. جاء في كتاب بحار الأنوار – وهو من كتب الحديث المعتبرة عندهم – عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (إمام الشيعة السادس) أنه قال: “إنا نُزادُ بالليل والنهار، ولولا أنا نزادُ لنفد ما عندنا. فقال أبو بصير ]راوي الكلام[: جعلت فداك من يأتيكم؟ قال: إن منا من يعاين معاينة، ومنا من يُنقرُ في قلبه كيت وكيت، ومنا من يَسمعُ بأذنه وقعا كوقع السلسلة في الطست. قال: قلت: جعلت فداك من يأتيكم بذلك؟ قال: هو خلق أكبر من جبريل وميكائيل.”3
وفي بصائر الدرجات عن أبي عبد الله أنه قال: “إن الروحَ خلقٌ أعظمُ من جبريلَ وميكائيلَ كان مع النبي صلى الله عليه وسلم يسدده ويرشده وهو مع الأوصياء من بعده.”4
وهذا صريح في ادعاء نزول الوحي علي الأئمة حتى إنه لم يترك طريقة من طرق نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم مثل النفث في الروع وسماع صوت كصوت الجرس في الطست إلا أثبته للأئمة. وهذا الذي أوردناه قليل من كثير. وهناك روايات تفيد أن جبريل عليه السلام نزلَ على فاطمة رضي الله عنها وكلمها وأنه أتاها بكتاب خرج به علي رضي الله عنه على الناس.5
أما الصوفية فإنهم لا يصرّحون عادة مثل هذا التصريح إلا أنه قد اشتهر عند أتباع الطريقة التجانية أن الملك هو الذي نزل بالصلاة المعروفة عندهم وهي “صلاة الفاتح لما أغلق” نزل بها الملك من السماء مكتوبة في صحيفة من نور.6 وهذا مقرر في كتبهم المعتبرة عندهم، مثل “جواهر المعاني” وغيره، ولم نسمع من شيوخهم الصغار والكبار من ينكر ذلك. وهذا أيضا صريح في دعوى نزول الوحي علي المشايخ والأولياء بل هو أبلغ من دعوى الشيعة لأن المنزّل في هذه الدعوى الصوفية أُنزل مكتوبا في صحيفة من نور تلمس بالأيدي وترى بالعيون
ولا شك أن هذا يفيد اعتقاد استمرار النبوة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إذ أن كلَّ من ينزل عليه الملك بشيء من السماء فهو نبي بلا مراء ولا سيما إذا أمره بتبليغه للناس ودعوتهم إليه كما في شأن “صلاة الفاتح لما أغلق”
هجرهم للقرآن وتنفير الناس منه
بما أن التشيع والتصوف دعوة باطنية تهدف إلى هدم الإسلام وطمس معالمه وإبطال دعوته فإن أصحاب هذه الدعوة يحاربون القرآن الكريم محاربة لاهوادة فيها إذ أن القرآن هو حبلُ الله المتينُ ولن يزال الناس على إسلامهم ما داموا متمسكين به. ولكل من الفريقين طرقا ووسائل لمحاربة الكتاب العزيز وإبطال قدسيته وتنفير الناس منه كي يبدلوه بغيره
أما طريقة الشيعة فهي معروفةٌ مٍشهورةٌ، فهم يُنفون ثبوتَ القرآن من أصله ويُنكرون حفظه من الله تعالى ويَعْتقدون تَحْريفَه وتَغْييرَه وثبوتَ الزيادة والنقصان فيه. وهذا أمر لا يحتاج إلى استدلال بل ولا إلى تمثيل لشهرته واستفاضته عنهم ومعرفة العام والخاص به، ولأن الشيعة لا ينكرونه ولا يحاولون إخفاءه إلا عندما يريدون اصطياد البسطاء والجهال فيلجئون إلى التقيّة والنفاق
وعقيدة الرافضة في هذا القرآن الذي بأيدي الناس اليومَ والذي يتلوه المؤمنون آناء الليل وأطراف النهار في صلاتهم وخارجها أنه محرَّفٌ ومبدَّلٌ، وأن هذا المصحف لا يمثل إلا جزءًا يسيرًا من القرآن المنزَّل على محمد صلى الله عليه وسلم وأن الذين بدلوه وحرفوه هُمُ الصحابة رضوان الله عليهم وذلك بحذف فضائحهم الواردة فيه وفضائل عليّ وأهل بيته التي جاءت منصوصا عليها في الذكر الحكيم. وكتبهم المعتبرة عندهم مشحونة بالروايات التي تدل على ذلك. جاء في كتاب بصائر الدرجات للصفَّار بسنده عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (إمام الشيعة الخامس) أنه قال: “ما يستطيع أحد أن يدّعي أنه حفظ القرآنَ كلَّه ظاهرَه وباطنَه غير الأوصياء.”7 وعنه أيضا: “ما من أحد من الناس يقول إنه جمع القرآن كلّه كما أنزله الله إلا كذّاب، وما جمعه وما حفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده.”8
وجاء في كتاب الكافي – وهو أصح الكتب عندهم – مقدار ما أسقط من القرآن بزعمهم. فعن أبي عبد الله: “أن القرآن الذي جاء به جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم سبعةَ عشرَ ألف آية.”9 وهذا يعني أن ثلثي القرآن قد أسقط حيث إن عدد آيات القرآن الموجود الآن لا يتجاوز ٦٢٣٦10
وعلماء الشيعة يصدقون هذه الروايات و يقررونها في كتبهم. يقول هاشم بن سليمان البحراني وهو من كبار مفسريهم: “إعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من التغييرات وأسقط الذين جمعوه بعده كثيرا من الكلمات والآيات.”11
وقد قام أحد كبار علماءهم المتأخرين وهو النوري الطبرسي بتأليف كتاب ضخم في إثبات دعوى تحريف القرآن ضمّنه آلاف الروايات التي تدل على هذه العقيدة عندهم، وذكر في الكتاب أنه لا يعرف من بين علماء الشيعة قاطبة من يخالف في هذا غير أربعة نفر.12
هذا، وللرافضة أساليب أخرى في تنفير الناس من القرآن مثل زعمهم أنه لا يجب العمل بالقرآن حتى يقوم قائمهم (يعني مهدي الشيعة) الذي عنده وحده القرآن الكامل الحقيقي وعلم تفسيره13
إلى غير ذلك من الأساليب التي تهدف إلى زعزعة إيمان المسلمين بكتاب ربّهم وتضعيف ثقتهم به وقطع صلتهم معه حتى يسهل جرُّهم إلى الكفر باسم محبة أهل البيت والولاء لهم
أما الصوفية فلهم أسلوب مغاير وإن كان الهدف واحد. فهم لا يَطعنون في ثبوت القرآن وقدسيته ولا يُنكرون حفظ الله له ولكنهم يُصرفون الناس عنه وعن تلاوته وتدبره والإهتداء بهديه عن طريق توفير بديل له أسهل منه وأوصل إلى المقصود. وهذا الأسلوب يتَّضح بجلاء عند أقطاب الطريقة التجانية الذين يزينون لأتباعهم أن “صلاة الفاتح لما أغلق” التي يزعمون أنها وحيٌ من الله وأن الملك نزل بها في صحيفة من نورهي أفضلُ من القرآن بستمائة مرة أو ستة آلاف مرة.14 ثم يقررّون لهم أن المسلم العاصي لا ينبغي له أن يقرأ القرآن لأن القرآن يلعنُه، وأن مداومة الصلاة على النبي – بصيغة الفاتح لما أغلق طبعا – أفضلُ في حقه لأنه يكسب ملايين الثواب ويدخل الجنة بدون حساب أو عقاب بتلاوة هذا النوع من الصلاة بينما يزداد طردا ولعنا وبعدا من الله بتلاوة القرآن.15
وقد يتّبعون نفس الأسلوب ولكن بذريعة أخرى فيزعمون أن فهم القرآن ليس أمرا ميسرا لعامة الناس وإنما للخاصة وخواص الخاصة منهم ولذلك فالإشتغالُ بتلاوته محفوفٌ بالمخاطر وعلى المرء أن يشتغل بدله بمطالعة كتب العلماء وتقليدهم في الأحكام ولا يتجازف بمحاولة فهم شيء أو استنباط حكم من القرآن لأن هذا قد يجره للهلاك من حيث لا يشعر. وفي مثل هذا يقول الذي وصفوه بالعالم العلامة العارف بالله تعالى الشيخ أحمد الصاوي في حاشيته على تفسير الجلالين: “ولا يجوز تقليد ما عدا المذاهب الأربعة ولو وافق قول الصحابة والحديث الصحيح والآية(!) فالخارج عن المذاهب الأربعة ضالٌ مضلٌ وربما أداه ذلك للكفر لأن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر.”16 فانظر يا رعاك الله كيف أن القرآن الذي أنزله الله هدى ورحمة وبشرى للعالمين قد أصبح عند أقطاب الصوفية العارفين بالله أصلا من أصول الكفر. فكيف يقترب من القرآن من يصدق هذيان هذا العارف الدجّال. وهل قائل هذا الكلام يؤمن بالقرآن؟
وقد حكى شيخ الإسلام ابن تيمية قصة عارف آخر وهو عفيف الدين سليمان التلمساني أنه قَرَأ كتاب فصوص الحكم لابن عربي الطائي فقيل له: إن فصوصكم يخالف القرآن. فقال: “القرآنُ كله شركٌ وإنما التوحيدُ في كلامنا.”17
ومثل هذا الكلام كثير عند الصوفية مما يدل على أنهم – مثل إخوانهم الرافضة – لا يؤمنون بقدسية القرآن وأنه من عند الله حقا وإن كانوا لا يصرحون بذلك إلا نادرا
تفضيل الأئمة والمشايخ على الأنبياء
الشيعة والمتصوفة يُفضّلون أئمتَهم ومشايخَهم على الأنبياء والمرسلين إلا أن الرافضة – كالعادة – أشدُّ صراحةً وجرأةً في ذلك. يقول أحد كبار علماء الشيعة وهو المدعوّ بعبد الله شُبَّر: “يجب الإيمان بأن نبينا وآله المعصومين أفضلُ من الأنبياء والمرسلين ومن الملائكة المقربين لتضافر الأخبار بذلك وتواترها.”18 هذه عقيدة الرافضة في أئمتهم. وأما قوله “نبينا” فهذا من جنس ما يقال ذرُّ الرّماد في العيون؛ ومما يدل عليه أن الخميني في النص الآتي عمَّ ولم يَسْتَثْن
يقول الخُميني: “فإن للإمام مقامًا محمودًا، ودرجةً ساميةً، وخلافةً تكوينيةً تخضعُ لولايتها وسيطرتها جميعُ ذرات هذا الكون. وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملكٌ مقربٌ ولا نبيٌ مرسلٌ.”19
وهي عين عقيدة المتصوّفة في أقطابهم وأولياءهم ويتضح ذلك بجلاء في وصفهم للقطب ووظيفته في الكون. فهو”خليفة الله في جميع مملكته الإلهية بلا شذوذ، متصفا بجميع صفات الله وأسمائه حتى كأنّه عينُه.”20 فالشيخ الصوفي – في نظر المتصوفة – ليس مبلغا عن الله وداعيا إليه بإذنه فحسب، بل هو خليفتُه في جميع مملكته يتصرف فيها كيف يشاء. فأين هذا من النبي الذي هو بشرٌ يوحى إليه يقفُ عند هذا الوحي ولا يتجاوزه قيد أنملة؟ ولاحظ كيف اتحدت عبارة الطائفتين في المبنى والمعنى. تشابهت قلوبهم، قد بيّن ربنا الآيات لقوم يوقنون
قولهم إن الأئمة والمشايخ يعلمون الغيب
يعتقد الرّافضة والصوفيّة أن أئمتَهم وأولياءَهم يعلمون الغيبَ. أما الرافضة فيصرحون بذلك تصريحا في غاية الجُرْأة، وأما الصوفية فيراوغون مراوغة الثعالب ربما لالتصاقهم بأهل السنة أكثر. وروايات الشيعة التي تفيد هذا المعنى أكثر من أن تدخل تحت الحصر. جاء في كتاب الكافي تحت “باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء صلوات الله عليهم” عن أبي عبد الله أنه قال: “ورب الكعبة ورب البنيَّة – ثلاث مرات – لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلمُ منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما لأن موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علمَ ما كان ولم يُعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وراثة.”21
ويقول عالمهم محمد بن نعمان الملقب بالمفيد: “إن الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وسلم قد كانوا يعرفون ضمائرَ بعض العباد ويعرفون ما يكون قبل كونه.”22
أما الصوفية فلا يُصَرّحون أبدا بأن أولياءَهم ومشايخَهم يعلمون الغيبَ ولكن يُفهم من بعض عباراتهم أنهم يعتقدون ذلك. فمثلا جاء في كلام السيد العربي بن السائح وهو يدافع عن شيخه التجاني الذي دعا على أهل قرية من المسلمين بأن يَسُدَّ الله أبوابَ رحمته في وجوههم وأن يسلط عليهم الكفار، قال: “ودعاؤه عليهم بهذا في بساط الشريعة وجهة الغيرة الإيمانية في بساط الحقيقة مجاراة ما كُوشف به في سرّه من نفوذ الأقدار الربّانيّة. ولا يُقال على مثل هذا مما يصدر من أمثال هذا الشيخ الكبير لو دعا لهم بالهداية مثلا لكان أولى لأنهم (أي الأولياء الكبار) غرقَى في بحار المشاهدة وجميعُ حركاتهم وسكناتهم في جميع أقوالهم وأفعالهم جاريةٌ على حكم ما يتجلى الحق به على قلوبهم وأيضا قد روي في بعض الأخبار إذا أراد الله بقوم سوءا يوحي إلى قلوب أوليائه: لا تسألوني في أمر القوم فإني عليهم غضبان. فيجيبونه بطلب النجاة لأنفسهم: اللهم سَلّمْ سَلّمْ.”23
وهذا كلام في غاية الخطورة، ويبين بوضوح أن السيد ابن السائح يعتقدُ أن شيخه التجاني وأمثالَه من أقطاب الصوفية يعرفون ما تجري به المقاديرُ قبل وقوعها وأن الله يوحي إلى قلوبهم بما يريدُ فعلَه كأنه يستشيرُهم أو يشعرهم حتى لا يسألوه خلاف ما يريدُ فتحصل مصادمة! وانظر إلى الكلمات والعبارات التي يستعملها: الشريعة…الحقيقة…الكشف…السرّ…غرقى في بحار المشاهدة…وأخيرا يوحي الله إلى القلوب! فكأنه يأخذ بيد سامعه فيوصله إلي مراده بلطف وبطريقة ملتوية طويله. وأخيرا لم يقل: “أوحى الله إليهم” بل “أوحى إلى قلوبهم.” ولكن ما الفرق؟!
وهذا الكلام مثالٌ جيّد لطريقة الباطنية في جرّ البسطاء والحمقى والجهال إلى اعتقاد الكفر: المراوغة والإلتواء (ليّا بألسنتهم) وشيء يسير من الإرهاب الفكري وهو ما يشير إليه قوله: “أمثال هذا الشيخ الكبير.”
الإمامُ والغوث خليفتان لله على جميع خلقه
الرافضة والصوفية يعتقدون أن الإمامَ والقطبَ الغوثَ خليفتان لله تعالى على جميع مملكته الإلهية، أي أنهم يتصرفون في الكون نيابةً عنه، ولم يعد الله يتصرف في الكون وليس هوكل يوم في شأن بل الشأن الآن للإمام الغوث
يقول “الإمام” الخميني: “فإن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون.”24
ويقول الشيخ علي حرازم في وصف القطبانية: “هي الخلافة العظمى عن الحق مطلقا في الوجود جملة وتفصيلا حيثما كان الرب إلها كان هو خليفته في تصريف الحكم وتنفيذه في كل من عليه ألوهية الله تعالى.”25
ويقول في موضع آخر إن القطب “هو خليفة الله في جميع مملكته الإلهية بلا شذوذ متصفا بجميع صفات الله وأسمائه حتى كأنه عينُه.”26
ومعنى هذا إقالة الله من ألوهيته (غفرانك اللهم) وإعطاء مهامّ الإلهية وصلاحيّاتها وكافة سلطاتها التنفيذية – كما يقولون بلغة السياسة العصرية – للإمام والغوث فهو المتصرفُ والمُنفّذ والفعّالُ لما يريدُ وله تخضعُ جميعُ ذرات الكون، وبإيجاز شديد هو الإله الجديد بعد استقالة الإله القديم، فلنعبُدْه ولنصطبرْ لعبادته! وهذا عين مرادهم ومقصودهم ولذلك اشترطوا في عبادة هذا الإله الجديد الشرط التالي. قال الشيخ علي حرازم: “وشرطه الخاص (أي الورد التجاني) لمن قدر عليه استحضار صورة القدوة (أي الشيخ التجاني) بين يديه وأنه جالس بين يديه من أول الذكر إلى آخره ويَسْتمدُّ منه.”27
فانظر إلى هذا الشرط الباطني الماكر: المريد يجلس من أول الذكر إلى آخره يذكر اسم “الله” ويستحضر صورة “الشيخ” في قلبه ويستمد منه. فمن لم يفهم أن هذا الشيخ هو الإله الذي يدعوه بذكره فهو أضل من حمار أهله

فاطمة والشيخ التجاني هما معكم أينما كنتم
الرافضة والصوفية يعتقدون أن فاطمةَ رضي الله عنها والشيخَ التجانيَّ هما معهم أينما كانوا. أما عن الشيخ التجاني فهذا واضحٌ مما تقدم قريبا من أنه يكون مع المريد أثناء الورد من أول الذكر إلى آخره؛ فإن هذا الورد – ولا سيما ذكر عصر يوم الجمعة – يقام في وقت واحد (وهو من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس) في كل الأقطار التي يتواجد فيها التجانيون. فيقام مثلا في قرى نيجيريا ومدنها، وفي غانا وفي السّنغال وغيرها، والشيخ التجاني معهم جميعا في آن واحد بل جالس بين أيديهم يمدُّهم. وهو معهم أينما كانوا، ليس بعلمه فحسب بل ظاهر العبارة يفيد أنه بجسمه، أو نقول بذاته؟!
أما السيدة فاطمة رضي الله تعالى عنها فبحسب اعتقاد الرافضة أنها تكون معهم أينما كانوا بصورتها النُّورية
سُئل آيتهم العُظمى جوادُ التبريزي: هل يجوز الإعتقاد بأن الصدّيقة الطّاهرة السيّدة الزَّهْرَاء عليها السلام تَحْضُرُ بنفسها في مجالس النساء في آن واحد في مجالسَ متعدّدة بنفسها ودمها ولحمها؟ هذا نص السؤال
فأجاب: “الحضورُ بصورتها النُّوريّة في أمكنة متعددة في زمان واحد لا مانع منه، فان صورتَها النوريةَ خارجةٌ عن الزمان والمكان، وليستْ جسما عنصريا ليحتاجَ إلى الزَّمان والمكان، والله أعلم.”28
استخفافهم بالنبيّ وطعنُهم فيه
المتصوفة والشيعة – على الرغم من الدعوى العريضة لحبّ النبي والولاء لأهل بيته – فهم يستخفون بمقام النبوّة ويَطْعنون في شخص النبي صلى الله عليه وسلم وينالون من مَنْصبه العظيم. فتارة يَسْخَرون منه وتارة يجعلون الأئمة والأولياء نُظَراء له. بل ما تركوا درجة ولا ميزة ولا فضلا ولا مقاما ولا مَنْقَبَة للنبي صلى الله عليه وسلم إلا أشركوا فيها معه الأئمة والأولياء
إبراهيمُ ومحمدٌ والتجانيُّ خليلُ الله
لقد أخبر الله تعالى في كتابه العزيز أنه اتخذ نبيه إبراهيم خليلا، فقال جلّ من قائل: “ومن أحسنُ دينًا ممنْ أسلمَ وجهَه لله وهو محسنٌ واتّبعَ ملَّة إبراهيم حنيفًا، واتخذ اللهُ إبراهيمَ خليلًا.”(النساء: 125). وثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخي وصاحبي، وقد اتخذ اللهُ عزّ وجلّ صاحبَكم خليلا.” ولكن الشيخ التجاني الذي جعل نفسه نظيرا ومنافسا للنبي صلى الله عليه وسلم لم يرُقْ له أن يذهب هذان النبيّان من أولي العزْم بهذه الخصوصيّة وحدهما فأراد أن يثبت أنه فوقهما فجمع لنفسه مقامين هما المحبة والخلة. قال الشيخ عمر الفوتي من أقطاب التجانية: “لشدّة عنايته (أي الله تعالى) بهذا الشيخ العظيم (أي التجاني) جَمَعَ له بين مقام المحبّة والخُلَّة الناشئَيْن من هذه الدائرة التي بها اتخذ اللهُ تعالى محمدًا صلى الله عليه وسلم حبيبًا وسيدَّنا إبراهيمَ خليلا لوراثته إياهما من هذين النبيين.”29
وقوله “اتخذ الله محمدا حبيبا” يشير به إلى الحديث الآخر الذي فيه “ألا وأنا حبيب الله ولا فخر” وهو حديث ضعيف
لواء الحمد بيد النبي وعلي والشيخ التجاني يوم القيامة
روى الإمام مسلم وأبو داود والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر.”30
فكأن هذا شقَّ على الرافضة أن يذهب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الفضل العظيم والمقام الرفيع وحده فرووا أن إمامهم علي بن أبي طالب هو سيد الخلق كلهم يوم القيامة وأن مناد ينادي في المحشر: يا معشر الإنس والجن هذا إمامكم، وينصب له منبر من نور فيقوم عليه ويخطب الخلق أجمعين.31
وجاء الشيخ التجاني فدخل السّباق وادعى لنفسه هذه المنقبة العظيمة. نقل الشيخ فتحا النظيفي في كتاب الدرة الخريدة: “إذا جمع الله خلقه في الموقف ينادي مناد بأعلى صوته حتى يسمعه كلُّ من في الموقف: يا أهل المحشر هذا إمامكم الذي كان مدد كم منه.”32
ومعنى هذا أن عليَّ بن أبي طالب، في نظر الشيعة، والشيخَ التجاني، في نظر التجانيين، هما إماما أهل المحشر كلهم حتى الأنبياء والمرسلين وحتى نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم. وزادت التجانية فادعت أن مَدَدَ الخلق يأتي من الشيخ التجاني، وهذا يدل على أن التجاني يفوق الأنبياء بدرجات بل ويفوق نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم لأنه لا يَمُدُّ أحدا ولا يمد حتى نفسه بشهادة القرآن، بل إن الله تعالى لم يعلمه من جملة ما علمه بأن أحدا غيره سبحانه وتعالى يستطيع إيصال الإمْدَاد إلى أحد أو شيء من المخلوقات، وهذا ما أمره الله أن يعلّم جميعَ الناس في قوله: “قل إنما أدعوا ربي ولا أشرك به أحدا. قل إني لا أملك لكم ضرًّا ولا رشدًا. قل إني لن يجيرني من الله أحدٌ ولن أجد من دونه ملتحدًا. إلا بلاغا من الله ورسالاته، ومن يعص اللهَ ورسولَه فإن له نارَ جهنم خالدين فيها أبدًا.”(الجن: 20-23)
الشيخ التجاني أعطي السبع المثاني
لقد أخبر الله تعالى أنه أعطى نبيَّه محمدا صلى الله عليه وسلم السبع المثاني فقال مخاطبا نبيَّه: “ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم.”(الحجر: 87). وفسر الشيخ عبدُ الله بن فودي هذه الآيةَ فقال: “كأن الله يقول له صلى الله عليه وسلم: لقد أعطيناك القرآن العظيم الذي يُستحقر دونه كل نعمة فعليك به واستغن عن غيره واستغن بالعلم عن الشهوات.”33
أما الصوفية الذين لا يحبُّون أن يروا النبي صلى الله عليه وسلم يذهب هو وحده بمثل هذه المناقب والخصوصيات العظام فأعطوا هذه الخصوصية لأنفسهم صراحةً. رَوَى صاحب الرماح أن الشيخ التجاني قال: “أعطاني الله من السبع المثاني ما لم يعطه للأنبياء وإن الله أعطاني ما لم يعطه لأحد من الشيوخ أبدًا.”34
النور المحمدي والنور العلوي
وحتى في الأمور التي هي أساطير بشهادة العلماء والعقلاء فإن القوم يغيظهم أن يروا النبي صلى الله عليه وسلم يستأثر بها وحده ويأبون إلا أن يشركوا أئمتهم وأقطابهم فيها. لقد اشتهر عن الصوفية القول بالنّور المحمدي الذي هو أول ما خلق الله بزعمهم ومنه فاض العَالَمُ وفاضت الخلائق أجمعون. ويستندون في هذا القول إلي أحاديث موضوعة مثل قوله: “أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر،” وهو حديث مختلق مكذوب35 ولكن يتشبثون به ليُضفوا علي أوليائهم المُزوَّرين مزايا لا يستحقونها لو كانت حقيقةً فكيف وهي مزورةٌ أيضا
وجاءت الشيعة فنسبت لأئمتها هذا النّور الأسطوري واختلقت هي الأخرى رواياتٍ لإثباتها. قال “الإمام” الخميني: “إعلم أيها الحبيب أن أهل بيت العصمة عليهم السلام يُشاركون النبيَّ في مقامه الروحاني الغيبي قبل خلق العَالَم، وأنوارهم كانت تسبح وتقدس منذ ذلك الحين، وهذا يفوق قدرة استيعاب الانسان حتى من الناحية العلمية.”36
وسئل المرجع الشيعي الميرزا حسين الحائري عن هذا النور الوهمي فجاء في جوابه: “إنه سبحانه خلق في أول الإيجاد نورا مقدسا شريفا شعشعانيا، فنسبه إلى نفسه وصفاته، فخلق من ذلك النور محمدا وخلق من نور نبيه عليا أميرَ المؤمنين عليه السلام، كالضوء من الضوء، وكالشمعة من الشمعة، وهذه الشمعة الثانية تمثل الشمعة الأولى بكل مزاياها من الصفات اللّاهوتية، إلا أن الفضل للأولى لأوليتها ووساطتها في وجود الثانية، وكذلك سائر المعصومين يعني فاطمة الزهراء وأبنائها الطيبين الطاهرين، صلوات الله عليهم أجمعين.”37
وهذا النور الوهمي الأسطوري الذي يتهافتون عليه من العقائد الوثنية التي أدخلتها الباطنية إلى دين الإسلام وتلقاها هؤلاء الجهال الذين لم تستـنر عقولهم وقلوبهم بنور القرآن والسنة فصاروا يصدقون بكل ما توحيه إليهم شياطينهم من الإنس والجن. وهي مأخوذة من فلسفة الفيض المعروفة وهي من أقدم الفلسفات عند اليونان الوثنيّين
وهذا الذي رأيناه من الإستخفاف بمقام النبوة وخلق نظراءَ للنبي صلى الله عليه وسلم من قبل كلا الفريقين من الرافضة والصوفية استمرار لجهود الباطنية في إبطال الوحي وتكذيب الأنبياء ودحض رسالاتهم وتمهيد الطريق لإحلال الشرك محل التوحيد. ومع الأسف الشديد فقد قام فريق من المسلمين بإسم التصوف والتشيع يساندون هذه الدعوة ويدافعون عنها بكل جد وإخلاص وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. ولا يخفى أن هذا من آثار غياب علم السنة والكتاب، والإعتصام بهديهما، والسير على منهاجهما
إنتقاص الصحابة ومعاداتهم
ومن أساليب محاربة الوحي عند الباطنية إنتقاصُ نقلته من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاداتُهم والطعنُ فيهم ليُتوصل به إلى الطَّعن في القرآن والسنة وصرف الناس عنهما. وقد لعب الفريقان – الشيعة والصوفية – دورا خطيرا في تحقيق هذا الهدف
الرافضة عقيدتُهم في الصحابة معروفةٌ، وموقفهم منهم معروفٌ مشهورٌ. هم يقفونمن الصحابة موقفَ العداوة والبغضاء، والحقد والضغينة، ويظهر هذا في مطاعنهم الكثيرة علي الصحابة التي تزخر بها كتبهم القديمة والحديثة. ويعتقدون كفرهم وردتهم إلا نفرا يسيرا منهم38 كما يرون أنهم شرُّ عباد الله في الأرض39 ولا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ منهم.40
ولا يخفى ما في هذا من الكيد للإسلام ومحاولة إبطاله من أصله لأنه إذا كان الصحابة الذين هم نقلة الكتاب والسنة كفارا فقد بطل ما نقلوه وأوصلوه إلينا من الدين. وأيضا فهذه العقيدة تنطوي على الكفر الصراح لأنها تتضمن تكذيبا للقرآن الذي شهد للصحابة برضى الله وجنة الخلد، وهذا عين الكفر والعياذ بالله
أما الصوفية فإنهم لايُصرّحون بعداوة الصحابة وربما تظاهروا بمحبتهم واحترامهم والولاء لهم. ولكنَّهم يُطلقون أحيانا عبارات تكون عند التأمل طعنا في الصحابة وانتقاصا لهم ونيلا من منصبهم العظيم. ومن ذلك ما قرَّرَه أقطابُ الطريقة التجانية أن النبي صلى الله عليه وسلم “كان يُلقي أحكام الخاص للخاص والعام للعام في حياته، أما بعد وفاته فقد انقطع إلقاء العام للعام وبقي إلقاء الخاص للخاص” ويعتبرون أوراد طريقتهم التي يزعمون أنهم تلقوها من النبي مشافهة، يقظةً لا منامًا، هي من القاء الخاص للخاص.41 وإذا اعتبرنا أن هذه الأوراد لم يعرفها الصحابة ولم تكن من جملة ما ألقاه إليهم النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، تَرَتَّبَ عليه أن صحابة رسول الله من جملة العوام الذين لم يتلقوا هذا الإلقاء الخاص
ومثله – وأصرح منه – ما روي عن الشيخ التجاني أنه قال: “أقول لكم إن مقامنا عند الله في الآخرة لا يصله أحد من الأولياء، ولا يقاربه لا من صَغُر ولا من كَبُر، وإن جميع الأولياء من عصر الصحابة إلى النفخ في الصور ليس فيهم من يصل مقامنا ولا يقاربه لبعد مَرَامه عن جميع العقول وصعوبة مسلكه على أكابر الفحول.”42
وهذا الكلام صريح في تفضيل الشيخ التجاني نفسه على الصحابة، بل هو – في نظره – أفضل منهم بمراحلَ إذ أنهم لا يصلون مقامه ولا يقاربونه لبعد مرامه كما قال
ولا حاجة بنا إلى رد هذا الهذيان؛ فإن كل مسلم سليم العقيدة، لم يُصَبْ بداء البدعة، يَعْلَمُ يقينا أن جميع أولياء الباطنية لو جُمعوا في صعيدٍ واحدٍ فإنهم لا يبلغون شراك نعل أدنى صحابي، وأن غبارًا أثاره فَرَسُ صحابي في بَدْر أو أُحُد خير من مليء الأرض من مثل هؤلاء الأولياء الذين هم حطب جهنم إن لم يتوبوا. نسأل الله لنا ولهم العافية
ومن ذلك ما ذكره الإمام المجاهد الشيخ عثمان بن فودي رحمه الله في كتابه “حصن الأفهام” عن متطاول مغرور يقول: “ليُزَاحمنّ كتفي أكتاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب الجنة حتى يعلموا أنهم قد خلّفوا من وراءهم رجالا.” وكأن هذا المتطاول المغرور لم يسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لو أنفق أحدُكم مثلَ أحدٍ ذهبا ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه.” (أبو داود)
هذا، وهناك غيرُ ما ذكرنا من العقائد التي اتفقت عليها الرافضة والصوفية نواحٍ تشابهوا فيها لتشابه قلوبهم وأهدافهم واتحاد أصلهم باعتبارهم غصنان للشجرة الملعونة في القرآن ألا وهي شجرة البدعة. وفيما يلي نذكر طرفا من هذه النواحي
تعظيم القبور والزيارات البدعية والشركية إليها
الشيعة والصوفية يتفقون في الشركيات من تعظيم القبور والبناء عليها والطواف بها والصلاة إليها ودعاء من فيها من دون الله عز وجل. ولهم في ذلك مبالغات عجيبة تشهد بضلالهم وبعدهم عن التوحيد الخالص الذى جاءت الرسل لإرساء بناءه
افترء الكذب وتكذيب الصدق ووضع الأحاديث والعمل بها
اتفقت الطائفتان في افتراء الكذب وتصديقه وتكذيب الصدق ووضع الأحاديث والعمل بها ودعوة الناس إليها. فصار لهما أوفر نصيب من قوله تعالى: “فمن أظلم ممن كذَب على الله وكذبَّ بالصدق إذ جاءه.”(الزمر: 32). ومن عجيب أمرهم أنهم يتفقون في معاداة من جاء بالصدق وصدَّق به كما في قوله تعالى: “والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون.”(الزمر: 33) وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبع نهجهم. وهذا منتهى الظلم
فالشيعة عامة دينهم مبني على الكذب وهم أكذب الطوائف باتفاق العلماء. أما المتصوفة فهم – بالقياس إلى إخوانهم الرافضة – أقلُّ كذبا ولكنهم أيضا يختلقون الأساطير في كرامات الأولياء ومناقبهم بما لا يصدقه العقل السليم
الطاعة العمياء لمراجعهم وأولياءهم
يتفق عوام الشيعة والطّرُقية في الطاعة العمياء لعلمائهم ومشايخهم ويَتَرَبَّون تربية خاصة تُصيّرهم كالآلة الصمّاء لا يسألون ولا يستفهمون بَلْه المُناقشة. وهذا من مكر الباطنية الذين يستهوذون على قلوب الناس ليسهل عليهم إضلالهم. بخلاف تعليم النبوة الذي يسعى إلى تحرير العقول وتنويرها، ولذلك كثر في الروايات: “ولم يا رسول الله؟”…”ولا أنت يا رسول الله؟”…”أرأيت يا رسول الله؟” وغيرها من العبارات التي تدل على السؤال والنقاش والمراجعة
استغلال الفريقين لأتباعهم
ونتيجةً لاستعباد قلوبهم فإن مراجع الشيعة ومشايخ الطرق الصوفية يستغلون أتباعهم روحيا وماديا وأدبيا. أما الرافضة فهناك الخُمُسُ المفروض والعتاوات المدفوعة عن يدٍ وما يُلْقَى في المشاهد والأضرحة وغير ذلك. هذا زيادة على التَمَتّع بنساء الناس وبناتهم. وقليل منهم من يترفع عن هذا إلا من عصم الله
وأما دجاجلة الطرق الصوفية فكثير منهم يعيش على الهدايا والصدقات إلى جانب ما يحصلون عليه عن طريق الدَّجَل والشعوذة. وقد رأينا كثيرا منهم مات وترك أموالا طائلة ولم تكن له طريقة كسب معروفة. وربما ادعوا أنهم يحصلون على الأموال من طريق الكرامة وهو كذب مفضوح
خاتمــة: نسأل الله حسنها
وبعد هذا العرض السريع لبعض العقائد التي اتفق عليها الرافضة والصوفية نرى من الإنصاف أن نبين أن كثيرا من الذين ينتمون إلى التصوف والتشيع – خصوصا في نيجيريا – لا يعرفون حقيقة ما هم عليه من الشرك والضلال، ولا يدركون أنهم أبواقٌ في أيدي أعداء الله وأعداء الرسل من الفرق الباطنية الهدّامة، وذلك لعموم الجهل – ولا سيما الجهل بالكتاب والسنة – هذا من جهة، ومن جهة أخرى كثرة أساليب الدعاية التي تستخدمها هذه القوى الخفية والإمكانات الهائلة المتوفرة لديها
كما ينبغي أن نبيّن للقارىء الكريم أننا لسنا أول من قال بالإتفاق العقدي بين الشيعة والصوفية، بل هذه حقيقة مسلّم بها بين العلماء علي إختلاف مذاهبهم ومشاربهم. ونضرب هنا مثلا بما قاله أحد العلماء الذين لا يتهمهم أحد بأنهم من أتباع شيخ الإسلام ابن تيمية أو أنهم من الطائفة الوهابيّة ألا وهو العلّامة عبد الرحمن بن خلدون. يقول رحمه الله في كتابه الشهير الموسوم بمقدمة ابن خلدون: “ثم حدث أيضا عند المتأخرين من الصوفية الكلام في الكشف وفيما وراء الحس. وظهر من كثير منهم القول على الإطلاق بالحلول والوحدة، فشاركوا فيها الإمامية والرافضة لقولهم بألوهية الأئمة وحلول الإله فيهم. وظهر فيهم أيضا القول بالقطب والأبدال، وكأنه يحاكي مذهب الرافضة في الإمام والنُّقباء وأُشربوا أقوال الشيعة.” (مقدمة ابن خلدون، ص ٢٥٤)
ويقول في موضع آخر: “ثم إن هؤلاء المتأخرين من الصوفية المتكلمين في الكشف وفيما وراء الحس توغلوا في ذلك…وكان سلفهم مخالطين للإسماعيلية المتأخرين من الرافضة الدّائنين أيضا بالحلول وإلهية الأئمة مذهبا لم يعرف لأولهم فأشرب كل واحد من الفريقين مذهب الآخر.” (المقدمة، ص ٣٨٦)
ومن الإنصاف أيضا أن نبين أنه مع كل هذا الإشتراك في الأصول والإتفاق في العقائد كما وصفه العلامة ابن خلدون، وكما رأيناه موضحا في هذه الرسالة الوجيزة، فإن ثمة فروقا أساسية بين الطائفتين لأن الصوفية رغم انحرافاتهم الخطيرة في العقيدة والفكر والسلوك إلا أنهم مع ذلك كله يُعدّون من فرق أهل السنة بالمعنى العام إذ أنهم يُقرّون بخلافة الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم إلى جانب اعترافهم بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه كرابع الخلفاء الراشدين. والرافضة كما هو معلوم لا يقـرّون بإمامة الثلاثة بل ولا بإسلامهم ويرون التبرأ منهم أصلا من أصول الدّين لا يصح إيمان المرء إلا به
وعلى هذا الأساس فإن علماء الشيعة يُكفّرون الصوفية كلَّهم بدون استثناء، ويعتبرونهم من النّواصب أعداء أهل البيت، لأنهم يتولّون الخلفاء الثلاثة ولا يتبرءون منهم، وهذا عندهم معناه بُغْض أهل البيت لأن كل من يحبُّ أبابكر وعمرَ فهو عندهم مبغض لعلي وأهل بيته. يقول شيخ الرافضة ومحدثهم وفقيههم الحـرّ العاملي: “إعلم أن هذا الإسم وهو اسم التصوف كان مستعملا في فرقة من الحكماء الزايغين عن الصواب، ثم بعدها في جماعة من الزنادقة وأهل الخلاف من أعداء آل محمد كالحسن البصري وسفيان الثوري ونحوهما، ثم جاء فيمن جاء بعدهم وسلك سبيلهم كالغزالي رأس الناصبين لأهل البيت…ثم سرى الأمر إلى تعلق بعضهم بجميع طريقتهم وصار من تبع بعض مسالكهم سندا لهم…وصار اعتقادهم في النواصب والزنادقة أنهم على الحق، فتركوا أمور الشريعة. روى شيخنا الجليل الشيخ بهاء الدين محمد العاملي في كتاب الكشكول، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم من أمتي اسمهم الصوفية ليسوا مني وإنهم يهودُ أمتي وهم أضل من الكفار وهم أهل النار.)” (رسالة الإثني عشرية في الــردّ على الصوفية للحر العاملي، ص ١٣-١٦)
وعَقَدَ شيخ الرافضة المعروف بغلوّه وتشدّده وهو المدعوّ نعمة الله الجزائري، عقد في كتابه الأنوار النعمانية (ج ٢ ص ٣٠٧) بابا بعنوان “ظُلْمَة في أحوال الصوفية والنّواصب” وصف فيه الصوفية بأوصاف يتورع ذو المروءة عن نقلها كلها ولا يتسع المقام لنقل بعضها
ومع ما رأيت من تكفير شيوخ الرافضة للصوفية فإن مشايخ الطرق الصوفية في نيجـيريا قد ساهموا ولا زالوا يساهمون في انتشار مذهبهم ربما عن جهلٍ وربما عن بغضٍ وكراهيةٍ للسنة ودعاة السنة فإن الكراهية تُعمي وتُصم
فيجب على من أنقذهم الله من هذا الضلال أن يعملوا بجد ودأب لإنقاذ إخوانهم الذين ابتلوا بالسقوط في هاوية البدع والضلال كل حسب طاقته. ويتأكد الوجوب على العلماء وطلبة العلم والدعاة أن يضاعفوا الجهود ويوحدوا الصفوف وأن يواصلوا الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة راجين من الله تعالى حسن المثوبة. كما يجب على الأثرياء وأصحاب الجاه أن يسهموا بما آتاهم الله من مال وجاه؛ فإن مقاومة البدعة والضلال في المجتمع المسلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، كل حسب طاقته
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله. ونحمده سبحانه وتعالى أن أنقذنا من الشرك والإلحاد بغير حول منَّا ولا قوة، ومنَّ علينا بالإسلام والسنة. فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
الهـــوامش
(1) منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية، ج 4 ص 242-245
(2) التحفة السنية بتوضيح الطريقة التجانية للشيخ الدكتور محمد الطَّاهر ميغري، ص 78-79
(3) بحار الأنوار للمجلسي، ج 26 ص 53
(4) بصائر الدَّرَجَات للصفار، ص 476
(5) أنظر: حقيقة الشيعة لعبد الله الموصلي، مكتبة الامام البخاري، القاهرة، 2006 ص 141
(6) جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض أبي العباس التجاني لعلي حرازم، ج1 ص 137 – 138
(7) بصائر الدرجات للصفار، ص 312
(8) نفس المصدر
(9) أصول الكافي للكليني، ج 2 ص 634
(10) تفسير ابن كثير، ج 1 ص 7
(11) مقدمة كتاب البرهان في تفسير القرآن للبحراني، ص 36
(12) فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربّ الأرباب للنوري الطبرسي، ص 34
(13) حقيقة الشيعة لعبد الله الموصلي، ص 154 وما بعدها
(14) جواهر المعاني لعلي حرازم، ج 1 ص137-138
(15) نفس المصدر. ويراجع: التحفة السنية لمحمد الطاهر ميغري، ص 127-129
(16) حاشية الصاوي على تفسير الجلالين للشيخ أحمد الصاوي المالكي، مؤسسة دار العلوم لخدمة الكتاب الاسلامي، دمشق، بدون تاريخ، المجلد الثاني، ج 3 ص 9
(17) أورد هذه الحكاية عبد الكريم الخطيب في كتابه “المهدي المنتظر ومن ينتظرونه
(18) حق اليقين في معرفة أصول الدين لعبد الله شبّر، ج 1 ص 209
(19) الحكومة الإسلامية للخميني، ص 52
(20) جواهر المعاني، ج 2 ص 145
(21) أصول الكافي للكليني، ج 1 ص 261
(22) أوائل المقالات لمحمد بن نعمان المفيد، ص 75
(23) بغية المستفيد للسيد العربي بن السائح، دار الكتب العربية الكبرى، بدون تاريخ، ص 183
(24) الحكومة الإسلامية للخميني، ص 52
(25) جواهر المعاني، ج 2 ص 89
(26) نفس المصدر، ج 2 ص 145
(27) نفس المصدر، ج 1 ص123
(28) رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم لعمر الفوتي، بحاشية جواهر المعاني، ج 2 ص 30
(29) أنظر: التاج الجامع للأصول من أحاديث الرسول، ج 3 ص 228
(30) كشف الغمة في معرفة الأئمة لأبي الحسن الأربلي، ج 1 ص 141
(31) الدرة الخريدة شرح الياقوتة الفريدة للشيخ محمد فتحا بن عبد الواحد النظيفي، مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر، 1392/1971، ج 1 ص 105
(32) ضياء التأويل في معاني التنزيل للشيخ عبد الله بن فودي، مطبعة الاستقامة، القاهرة، 1380/1961، ج 2 ص 216
(33) رماح حزب الرحيم، ج 2 ص 28

(34) أنظر: المنار المنيف في الصحيح والضعيف للإمام ابن القيم
(35) الأربعون حديثا للخميني(!)، دار التعارف، بيروت، بدون تاريخ، ص 604
(36) الدين بين السائل والمجيب للميرزا حسين الحائري، منشورات مكتبة الامام الصادق العامة، الكويت، بدون تاريخ، ج 2 ص 181
(37) الروضة من الكافي، ج 8 ص 245
(38) تفسير القمي لأبي الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمي، ج 2 ص 449
(39) حق اليقين لعبد الله شُبَّر، ص 53
(40) جواهر المعاني، ج 1 ص 141
(41) نفس المصدر، ج 2 ص 176
تعريف بأهم مصادرالبحث ومصنفيها

كتاب الكافي

لأبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، دار الكتب الاسلامية، طهران، بدون تاريخ

أول أصح الكتب الأربعة عندهم. قال أغا برزك الطهراني: “الكافي في الحديث هو أجل الكتب الأربعة الأصول المعتمدة، لم يكتب مثله في المنقول من آل الرسول….” (الذريعة إلى تصانيف الشيعة، لآغا برزك الطهراني، دار الأضواء، بيروت-لبنان، 1403، ج 17 ص 245)

وقال عباس القمي “هو أجل الكتب الإمامية والذي لم يعمل للإمامية مثله”. (حاشية الإحتجاج للطبرسي، أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، منشورات الأعلمي للمطبوعات، بيروت-لبنان، ط ثانية، 1403/1983)

أوائل المقالات في المذاهب المختارات

لمحمد بن مجمد بن النعمان الملقب بالمفيد، دار الكتاب الإسلامي، بيروت-لبنان، 1403/1983

الإختصاص

style=”text-align: right;”>لمحمد بن محمد بن النعمان المفيد، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفاري، منشورات جماعة المدرسين بالحوزة العلمية في قم، ايران، دون تاريخ.

مؤلف هذين الكتابين وَصَفَه الطوسي بأنه “انتهت إليه رياسة الإمامية في وقته.” (الفهرست لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، ط ثالثة، 1403/1983مؤسسة الوفاء، بيروت-لبنان، ص 190)
وقال عنه يوسف البحراني “من أجل مشايخ الشيعة ورئيسهم وأستاذهم.” (لؤلؤة البحرين في الإجازات وتراجم رجال الحديث، يوسف بن أحمد البحراني، تحقيق محمد صادق بحر العلوم، دار الأضواء، بيروت-لبنان، ط ثانية، 1406/1986، ص 358)

تفسير العياشي

محمد بن مسعود بن عياش المعروف بالعياشي، نشر المكتبة العلمية الإسلامية، طهران، بدون تاريخ
والمؤلف وصفه الطوسي بقوله “كان أكثر أهل المشرق علما وفضلا وأدبا وفهما ونبلا في زمانه.” (رجال الطوسي، محمد بن الحسن الطوسي، المطبعة الحيدرية في النجف، 1380، ص 497)
وقال عنه المجلسي “من عيون هذه الطائفة ورئيسها وكبيرها.” (بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، محمد باقر المجلسي، مؤسسة الوفاء، ط ثانية، 1403، ص 130)

كتاب الغيبـة

أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، ط ثانية، مطابع النعمان، دون تاريخ ولا مكان الطبع

أمالي الطوسي

أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، ط ثانية، 1401، لم يذكر دار الطبع
مؤلف هذين الكتابين والملقب عندهم بشيخ الطائفة قال عنه الحلّي “شيخ الإمامية-قدس الله روحه- رئيس الطائفة جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة عين صدوق، عارف بالأخبار والرجال والفقه….” (رجال الحلّي، الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلّي، ط ثانية، 1381/1961، المطبعة الحيدرية، بالنجف، ص 148)

بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمد

محمد بن الحسن بن فروخ الصفّار، منشورات الأعلمي، طهران، 1362
والمؤلف قال عنه النجاشي “كان وجها في أصحابنا القميّين، ثقة عظيم القدر…توفي عام 290.” (مقدمة بحار الأنوار للمجلسي، ص 89)

كتاب سليم بن قيس الكوفي

سليم بن قيس الهلالي الكوفي، منشورات مؤسسة الأعلمي، بيروت-لبنان، دون تاريخ
هذا المؤلف (ت 90) زعموا أنه من أصحاب علي رضي الله عنه. قال المجلسي في الثناء علي كتابه “هو أصل من أصول الشيعة وأقدم كتاب صنف في الإسلام….” (مقدمة البحار، ص 189)
وعن الإمام الصادق أنه قال “من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبّينا كتاب سليم بن قيس الهلالي فليس عنده من أمرنا شيء.” (مقدمة بحار الأنوار للمجلسي، ص 189)

البرهان في تفسير القرآن

هاشم بن سليمان الحسيني البحراني، المطبعة العلمية، قم-ايران،1393
والمؤلف (ت 1107) قال عنه يوسف البحراني “كان فاضلا محدثا، جامعا متتبعا للأخبار بما لم يسبق إليه سابق سوى شيخنا المجلسي. وقد صنف كتبا عديدة تشهد بشدة تتبعه واطلاعه.” (لؤلؤة البحرين، ص 63)

فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربّ الأرباب

حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي، طبعة حجرية دون تاريخ ولا مكان الطبع
والمؤلف (ت 1320) قال عنه آغا برزك الطهراني “إمام أئمة الحديث والرجال في الأعصار المتأخرة، ومن أعظم علماء الشيعة وكبار رجال الإسلام في هذا القرن….كان آية من آيات الله العجيبة كَمُنَت فيه مواهب غريبة وملكات شريفة أهلّته بأن يعدّ في الطليعة من علماء الشيعة….ترك شيخنا آثارًا هامة قلّما رأت عين الزمان نظيرها في حسن النظم وجودة التأليف وكفى بها كرامة له.” (نقباء البشر في القرن الرابع عشر لآغا برزك الطهراني، مطبعة سعيد مشهد، نشر دار المرتضى للنشر، مشهد-ايران، ط ثانية، 1404، ج 2 ص 544-545).

مرآة العقول في شرح أخبار الرسول

محمد باقر المجلسي، ط ثانية، 1404، دار الكتب الاسلامية، طهران

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار

محمد باقر المجلسي، ط ثانية، 1403، مؤسسة الوفاء، بيروت-لبنان.

ومؤلف هذين الكتابين (ت 1111) قال عنه الحرّ العاملي “عالم فاضل، ماهر محقق مدقق، علّامة فهّامة، فقيه متكلم، محدث، ثقة ثقة، جامع للمحاسن والفضائل، جليل القدر عظيم الشأن.” (أمل الآمل لمحمد بن الحسن الحر العاملي، تحقيق أحمد الحسيني، نشر دار الكتاب الإسلامي، قم-ايران، دون تاريخ، ج 2 ص 248)

عقائد الإمامية

محمد رضا المظفر، ط ثانية، 1391، مطبوعات النجاح، القاهرة
والمؤلف (ت 1383) أثنى عليه آغا برزك الطهراني بقوله “عالم جليل وأديب معروف، من أفاضل أهل العلم وأشراف أهل الفضل والأدب. له سيرة طيبة من يومه.” (نقباء البشر، ج 2 ص 772-773).

كشف الغمة في معرفة الأئمة

أبو الحسن علي بن عيسى الأربلي، نشر مكتبة بني هاشم، تبريز-ايران، 1381
والمؤلف (ت 693) قال عنه المجلسي “من أكابر محدثي الشيعة، وأعاظم علماء المائة السابعة وثقاتهم.” (بحار الأنوار، ص 145)

الخصـال

أبوجعفر محمد بن علي بن الحسن بن بابويه القمي الملقب بالصَّدوق، تصحيح علي أكبر الغفاري، نشر مكتبة الصدوق، دار التعارف، دون تاريخ

علل الشرائع

أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن بن بابويه القمي، منشورات المكتبة الحيدرية، النجف-عراق، 1385/1966

حق اليقين في معرفة أصول الدين

عبد الله بن شُـبَّر، دار الكتاب الإسلامي بدون تاريخ
والمؤلف (ت 1242) من كبار علماءهم المتأخرين. قال عنه محمد صادق الصدر “كان علما من أعلام الشيعة، وشخصية بارزة، لذلك كان محط أنظار أهل العلم.” (مقدمةكتاب حق اليقين بقلم محمد صادق الصدر، ص: ى)

الحكومة الإسلامية

آية الله روح الله الخميني، المكتبة الإسلامية الكبرى، بدون تاريخ ولا دار الطبع

كشف الأسرار

آية الله روح الله الخميني، ترجّمه عن الفارسية د. محمد البنداري، وعلّق عليه سليم الهلالي، ط أولى، 1408/1987، دار العمار للنشر والتوزيع، عمان-الأردن

عقائد الإمامية الاثني عشرية

إبراهيم الموسوى الزنجاني النجفي، مؤسسة الوفاء، بيروت-لبنان، دون تاريخ

الأنوار النعمانية

نعمة الله الموسوى الجزائري، مطبعة شركة جاب، تبـريز-ايران، دون تاريخ

تفسـير القمي

أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّـي، ط ثانية، 1387، مطبعة النجف
style=”text-align: right;”>والمؤلف (ت 307) قال عنه النجاشي “ثقة في الحديث ثبت معتمد، صحيح المذهب، سمع فأكثر وصنف كتبا.” (بحار الأنـوار، ص 128)

مفتاح الجنان في الأدعية والزيارات والأذكار

مجهول المؤلف، نشر مكتبة الماحوري، البحرين، دون تاريخ

علم اليقين في أصول الدين

محمد بن المرتضي المدعو بالمولى محسن الكاشاني، بدون تاريخ ولا دار الطبع

كتاب الرجعـة

style=”text-align: right;”>أحمد بن زين الدين الأحسائي، ط ثانية، منشورات مكتبة العلاّمة الحائري العامة، كربلاء، دون تاريخ.
والمؤلف (ت 1241) يعد من كبار علماء الشيعة المتأخرين. قال عنه الخونساري “غرة الدهر وفيلسوف العصر….لم يعد في هذه الأواخر مثله في المعرفة والفهم، والمكرمة والحزم، وجودة السليقة وحسن الطريقة.” (روضات الجنات للخونساري، ج 1 ص 307-308).

كتاب المحـاسن

أحمد بن محمد بن خالد البرقي، ط ثانية، دار الكتب الإسلامية، قم-ايران، دون تاريخ

جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض أبي العباس التجاني

الشيخ علي حرازم بن العربي براده، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، ط ثالثة، 1375/1955
والمؤلف هو أكبر تلاميذ الشيخ التجاني وخليفته الأول. لازمه طوال حياته وجمع تعاليمه وآراءه وأقواله في هذا الكتاب. يُعتبر الكتاب المرجع الأول والأهم للطريقة التجانية إذ أن الشيخ التجاني لم يترك كتابا ولا رسالة من تأليف نفسه
أثار الكتاب جدلا واسعا في الأوساط العلمية حيث أن بعض العلماء اتهم مؤلفه علي حرازم بانتحاله وسرقته. وعلى كل حال فالكتاب هو المرجع الأول للطريقة لأن الشيخ التجاني نفسه قد باركه وزكاه وأوصى مريديه بقراءته والعمل بما فيه. وهو معتبر لدى كافة التجانية

التحفة السنية بتوضيح الطريقة التجانية

الشيخ الدكتور محمد الطاهر ميغـري الفلاتي البرناوي الكنوي، طبعة محليه، بدون تاريخ
هذا الكتاب، مع الكتاب الآخر المُعَنْوَن “الشيخ إبراهيم إنياس السنغالي: حياته وآراءه وتعاليمه” للمؤلف، لم يُؤَلَّف مثلهما في نقد الطريقة التجانية على ما أعلم. والمؤلف كان تجانيا كبيرا من المقدمين في الطريقة، ثم هداه الله فتركها وألف هذا الكتاب لكشف النقاب عنها. عمل محاضرا بقسم الدراسات الإسلامية في جامعة بايرو بكانو واستوطن المدينة حتى وفاته في أواخر التسعينيات من القرن الماضي. وقد تشرفت بالتلمذة عليه وترجمت هذا الكتاب إلى لغة الهوسا تحت إشرافه. ولا تزال الترجمة في عداد المخطوطات، يسر الله طبعها

Leave a comment